وقال الشيخ جلال الدين في "المغني" في أصول الفقه، في الكلام في الحديث المشهور: قال الجصّاص، إنه أحد قسمي المتواتر.
وذكرَ شمسُ الأئمّة السرخسيّ هذا القول في "أصوله" عن أبي بكر الرازيّ.
وقال ابن النجّار في "تاريخه" في ترجمته: كان يقال له: الجصّاص. ذكر هذا كلّه صاحب "الجواهر"، ثم قال: وإنما ذكرتُ هذا كلّه؛ لأن شخصًا من الحنفية نازعني غير مرّة في ذلك، وذكر أن الجصّاص غير أبي بكر الرازي، وذكر أنه رأى في بعض كتب الأصحاب:"وهو قول أبي بكر الرازي والجصّاص" بالواو. فهذا مستنده، وهو غلط من الكاتب، أو منه، أو من المصنّف، والصواب ما ذكرته. انتهى.
قال الخطيب في حقّه: كان مشهورًا بالزهد، والورع.
ورد "بغداد" في شَبِيْبَتِه، ودرّسَ الفقه على أبي الحسن الكرخي.
ولم يزل حتى انتهتْ إليه الرياسة، ورحل إليه المتفقّهة، وخوطب في أن يلى قضاء القضاة، فامتنع، وأعيد عليه الخطاب فلم يفعلْ.
حدّث أبو بكر الأبهريّ، قال: خاطبني المطيع على قضاء القضاة، وكان السفير في ذلك أبو الحسن بن أبي عمرو الشرابي، فأبيتُ عليه، وأشرتُ بأبي بكر أحمد بن على الرازيّ، فأحضر للخطاب على ذلك، وسألني أبو الحسن بن أبي عمرو معونته عليه، فخوطب، فامتنع، وخلوتُ به، فقال لي: تشير عليّ بذلك؟ فقلتُ: لا أرى لك ذلك.
ثم قمنا بين يدي أبي الحسن بن أبي عمرو، وأعاد خطابه، وعدتُ إلى معونته، فقال لي: أليس قد شاورتُك فأشرتُ عليّ أن لا أفعل.