الأخيرة، ومات ابنه السيّد حامد في سنة ١٣١٥ هـ، فانهارتْ صحته، ولزم الصمت، واعتراه في غرّة ذي القعدة ١٣١٥ هـ احتباس البول، وفي الرابع من ذي القعدة ١٣١٥ هـ أصابه الصداع الشديد والحمّى، وفارق الحياة في الليل، ودفن بجوار مسجده الذي بناه في وسط الجامعة.
وكان السيّد أحمد خان رغما عن المآخذ ومواضع النقد التي أشار عليها المؤلّف من لرجال العصامين، الذين أثّروا في عصرهم وجيلهم تأثيرا، لم يعرفْ لغيره من معاصريه، وقد أثّر في عقلية أبناء عصره، ومن جاء بعدهم، وفي السياسة والأدب والإنشاء وحركة التأليف، وتخرّج في مدرسته الفكرية -على ما فيها من ضعف وانحراف- رجال قادوا الحركة الفكرية والسياسية في شبه القارة الهندية، كان قويّ الشخصية، قويّ النفوذ على أصحابه وجلسائه، عاملا دؤبا، لا يتعب، ولا يملّ، وكان نشاطه كثير الجوانب، متنوّع الأغراض، واسع النطاق، وكان على رقّة في الدين وشذوذ في العقيدة، شديدَ الحبّ للمسلمين، شديدَ التألّم بما أصيبوا به، تواقا إلى تقدّمهم وسبقهم في مضمار العلم والمدنية والرفاهية، يستخدم لذلك كلّ وسيلة وحيلة. وكان رجلا مرهف الحسّ، حادّ الذهن، عصبيا، سريع الانفعال والقبول، كثير الاعتداد برأيه، كتير الاعتماد على غيره، إذا أعجب به، ووثّق، شديد الإجلال للحضارة الغربية.
كان أبيضَ اللون، تغلب عليه الحمرةُ، واسعَ الجبين، كبيرَ الهامة في غير عيب، وكان في أنفه قصر عن وجهه الكبير، كبير الأذنين، وكان في نحره غدّة تغطيها لحيته الكبيرة، وكان جسيما بدينا، وكان في قامته طول، قد عدله سمنُ جسمه وضخامةُ بدنه، وكان قويّ الأعضاء، ضخمَ الكراديس، وكان يلبس لباسَ أهل وطنه قبل أن يسافر إلى "إنكلترا"،