وكتاب شيخه هو "الجوهر النقي في الردّ على سنن البيهقي" طبع أولا وحدَه في "حيدر آباد الدكن"، ثم طبع مع "السنن الكبرى". وأما "معرفة السنن" فلم تطبعْ بعد، وهى موجودة بمكتبة رواق المغاربة بـ "الأزهر"، والبيهقي (١).
وإن أساء إلى نفسه بهذا الصنيع المكشوف الدخائل، لكنّه أحسن إلى العلم من حيث إن صنعه ذلك أدّى إلى تأليف "الجوهر النقي" النافع للغاية.
والبيهقي رحمه الله له كتب نافعة. لكن في معيار نقده خلل، يدعو إلى التبصّر في الاستسلام له، كما يتيقّن بذلك من طالعَ الكتابين الأصل والنقد. فيجد الردودَ الموجّهةَ إليه غاية الوجاهة إزاء أشياء ملموسة، في حين أن كلامه في الطحاوي كلام مرسَل على عواهنه، و"الحاوي في تخريج أحاديث الطحاوي" للحافظ عبد القادر القرشي، و"نخب الأفكار"، و"معاني الأخبار" للبدر العيني قامتْ بتمحيص الحقّ في ذلك، وهذا المقام لا يتّسع لأكثر من هذا.
ثم تكلّم ابن تيمية في "منهاجه"، وقال في حقّ الطحاوي: ليستْ عادته نقد الحديث كنقد أهل العلم، ولهذا روى في "شرح معاني الآثار" الأحاديث المختلفة. وإنما رجّح ما يرجّحه منها في الغالب من جهة القياس، الذي رآه حجّةِ، ويكون أكثره مجروحا من جهة الإسناد، ولا يثبت، فإنه لم يكنْ له معرفة بالإسناد، كمعرفة أهل العلم به، وإن كان كثير الحديث، فقيها، عالما. اهـ.
(١) وليس عند البيهقي رواية "جامع الترمذي"، و"سنن النسائي"، و"سنن ابن ماجه"، و"مسند أحمد"، وجلّ روايته من كتاب على بن حمشاد، كما ذكرت في مقدمة "الأسماء والصفات" له. (ز).