خطابه، على رغم أنه تولّى منصب شيخ محنك، وهو في ريعان شبابه، ثم أسّس في "كانبور"، مدرسة أخرى باسم "جامع العلوم"، وهي باقية بفضل الله تعالى حتى اليوم، فتلمّذ على يديه خلق كثير، ومن أجلّ تلاميذه: مولانا الشيخ محمد إسحاق البردواني، الذي كان يحفظ "صحيح البخاري" كله عن ظهر قلبه، ومولانا الحكيم محمد مصطفى البجنوري صاحب التصانيف النافعة باللغة الأردية، ومولانا الشيخ ظفر أحمد العثماني، الذي يكفي "إعلاء السنن" شاهدا على غزارة علمه وواسع خبرته.
رجوعه إلى موطنه:
وبالجملة، فقد مكث الشيخ التهانوي رحمه الله في "كانبور" مدّة أربع عشرة سنة، يفيد الناس بدروسه ومواعظه وتصانيفه، ثم حبّبت إليه الخلوة، فاستقال عن مدرسة "كانبور" في شهر صفر سنة ١٣١٥ هـ، وخلف فيها تلميذه مولانا الشيخ محمد إسحاق البردواني، ورجع إلى موطنه "تهانه بهون"، ولزم زاوية شيخه المسمّاة بـ "الخانقاه الإمدادي"، لأن شيخه الحاج إمداد الله المهاجر إلى "مكة" كان قد أوصاه بذلك، ثم لم يزل مقيما هذه الزاوية إلى أن توفّاه الله تعالى في سنة ١٣٦٢ هـ، وفي هذه الزاوية أظهر الله على يديه تلك الأعمال الدينية العظام التي تعجز عنها الجمعيات الكبيرة والمجالس العالمية، وأنه ليصعب أن نذكر جميع هذه الأعمال أو أكثرها في هذه الترجمة الموجزة، ولكنّنا نلم بشيء منها، والله الموفّق.
مؤلّفاته النافعة:
كان حكيم الأمة الشيخ التهانوي رحمه الله أكثر الناس تأليفا في عصره، ولا يوجد في هذا القرن من يجاريه أو يدانيه في كثرة المؤلّفات، فإنه قد ترك خلفه نحو ألف كتاب مطبوع ما بين صغير وكبير. وليس موضوع ديني