بعض أقاربي، وكان خيرا أن لا أفعل، فأقمت بها أربع سنين، وقرأتُ كتب الصحاح غير "البخاري" والعقائد والمعقولات، وكتب الفلسفة، وغيرها على المولى عبد المؤمن الديوبندي، وبعض كتب الأصول والعروض وغيرها على المولى محمد عاشق إلهي، مدّ الله أظلالهما.
ثم شغلني بعض أساتذتي في مطبعه، وسعيتُ في تصحيح ما كتبوا من الألفاظ القرآنية، وحسن طبعها، ولما مضى عليّ زمن طويل في مثل هذه الحالة حاسبتُ نفسي، فوجدتُ قبي علما كفؤاد أمّ موسى صبرا، فعدتُ إلى ما ارتحلتُ عنه، وكان العود أحمد، وقرأتُ "الجامع" للترمذي، و"الصحيح" للبخاري، و "سنن أبي داود"، و"البيضاوي"، والمجلّد الآخر من "الهداية"، و"التوضيح"، و"التلويح" على المولى شيخ الهند، وما قدر لي من العلوم على المولى غلام رسول، أدخلهما الله بحبوحة الجنان، والمولى عزيز الرحمن المفتي بدار العلوم المذكورة، متّعنا الله بطول حياته وعموم فيضه، والكتب الأدبية الدرسيّة على المولى السيّد معزّ الدين.
ولما فزتُ بما تيسّر لي من العلوم أمرني المولى شيخ الهند رحمه الله بالتدريس في المدرسة النعمانية الواقعة في "بورني" من مضافات "بهاكلبور"، فأقمتُ بها نحوا من سبع سنين، ثم أصرّ علىّ أبي، وكان شيخا ضعيفا بترك الغرية واختيار الإقامة في "شاهجهانبور"، فخدمتُ مدرسة أفضل المدارس الواقعة في "شاهجهانبور" ثلاث سنين، فتوفي متكفّل المدرسة، فقادني التوفيق إلى دار العلوم الديوبندية، فخدمتُ الطلبة، وأنا على ذلك في هذا الوقت، ووقعت فترة في هذه الإقامة، فذهبتُ إلى "حيدر آباد" من بلاد "الهند الجنوبية"، فما وجدتُ نفسي إلا كحوت فارق الماء، وتمتّعتُ بفيوض أكابر المدرسة، كالمولى السيّد أنور شاه الكشميري، والمولى المفتي عزيز الرحمن