للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبعد ذلك بدأتْ رحلات الشيخ محمد إلياس مرّة أخرى، خاصّة بعد أن فجع بوفاة شيخه الإمام الكنكوهي عام ١٣٢٣ هـ، إذ كان ينظر إليه حين وفاته محدثا نفسه في أسى عميق: كيف ترحل شمس العلم عن الدنيا؟ وكيف تكون حياة العالم بعد موت العالم؟ وأخذ يتلو سورة يس على الإمام.

وقد ترك هذا الحادث في نفس الشيخ محمد إلياس أثرا عميقا، لا ينساه طوال حياته. فكان يقول: إن الأحداث المفجعة التي وقعتْ في حياتي ليستْ سوى موت والدي وحادثة وفاة الشيخ الكنكوهي، وما حزنت في حياتي على شيء أكثر من هذين الحادثين، قد بكيت بكاء العمر كلّه يوم أن انتقل الإمام الكنكوهي من دنيا الفناء إلى دار البقاء.

وبعد وفاة الإمام رحل الشيخ محمد إلياس إلى دار العلوم بـ "ديوبند" لتكملة دراسة علوم الحديث، فتلّقى دروس "البخاري"، و"الترمذي" على يد شيخ الهند الشيخ محمود الحسن، الذي سنورد الحديث عنه فيما بعد.

ولكن بعد أن انتهى الشيخ محمد إلياس من دراسته في مدرسة دار العلوم ديوبند بدأ رحلته الثالثة إلى مدينة "سهارنفور"، والتحق بمدرسة مظاهر العلوم، ليكمل دراسة جميع كتب الحديث المتداولة، حيث أعاد قراءتها على يد أخيه الشيخ محمد يحيى.

ويذكر الشيخ محمد زكريا عنه إن درس الحديث كان يستمرّ طوال الليل، ولا يركن إلى النوم إلا قليلا أثناء النهار.

وهكذا قضى الشيخ محمد إلياس فترة دراسته في أكبر مراكز العلم والتربية، وتلقّى العلوم الدينية والتربوية على يد كبار العلماء والعارفين في حلقات المساجد والمدارس في القرى والمدن، خلال فترة ترحاله في سبيل

<<  <  ج: ص:  >  >>