للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمعضلات مع ضبط تام لأحوال رواتها وطبقاتها. ثم طالع "مسند أحمد" مرّة ثانية في أواخر عمره لالتقاط أحاديث نزول سيّدنا عيسى على نبينا وعليه السلام.

ثم مكّنه الله من حسن الإلقاء على الطلبة، والإملاء على الأشهاد، بجَزَالة التعبير ونَفَاسة التحبير.

وهاك أمثلة يسيرة من سرعة مطالعته، ودقّة نظره، واستبحاره في سائر العلوم النقلية والعقلية:

١ - طالع في سنة ١٣٢١ من الهجرة كتاب "فتح القدير" للشيخ المحقّق العارف كمال الدين ابن الهمام، رحمه الله مع "التكملة" في بضع وعشرين يوما، وكتب تلخيصه إلى كتاب الحجّ، وأجاب عن إيراداته التي أوردها على صاحب "الهداية"، وناقشَ فيها في جزء لطيف. كلّ ذلك في تلك البرهة القصيرة، ثم استغنى عن المراجعة لنقل مباحثه في جميع المسائل مدّة عمره، وكان رحمه الله حكى لنا هذه الواقعة في سنة ١٣٤٧ الهجرية تحديثا بنعمة ربّه، وحثًا لأشواق الطلبة ولَوَاعِجهم إلى مطالعة الكتب ومقاساة الشدائد فيها. ولفظه بالهندية:

جهبيس سال هوئي بهر مراجعت كي ضرورت

نهين بري، أور جو مضمون اسكا بيان كرون كا أكر

مراجعت كرون كا تفاوت كم باوكي". انتهى.

هكذا سمعتْه أذناي ووعاه قلبي، هذا، وأنت تعلم أن كتاب "فتح القدير" من أصعب كتب الفقه وأدقّها، يغوص مؤلّفه المحقّق رحمه الله في مسائل أصل الفقه والجدل والخلاف ومباحث الكلام وغيرها، من نفائس العلوم، بتخريج وتنقيح، كتاب لا نظيرَ له في مزاياه وخصائصه، فَادْرِه الآن

<<  <  ج: ص:  >  >>