٣ - سمعت من حضرة الأستاذ محقّق العصر الحاضر المفسّر الحاذق والمحدّث البارع مولانا ومقتدانا الشيخ شبير أحمد العثماني -طال بقاؤه، شيخ الحديث اليوم بـ "الجامعة الإسلامية"، صاحب "فتح الملهم شرح مسلم" وغيره- أنه قال: قد اعتاصَ عليّ حلّ فتنة سيّدنا داود على نبينا وعليه الصلاة والسلام عند تحرير "فوائد التنزيل العزيز".
فتصفّحتُ أسفارَ القوم من جميع مظانّها، وأجَلْتُ قدَاح النظر في أنْجَادها وأغْوارها، واستنفدتُ جهدي في الاستقراء البالغ، حتى بقيتُ في حلّ هذه العقدة العويصة نحو خمسة عشر يوما، فما صادفت ما يشفى صدري، ويَقْنَع غُلّتي بما يناسب جلالة شأن الأنبياء عليهم السلام، وعصمتهم ووجاهتهم، وما يلائم نظمَ التنزيل المعجِز وسياقه البليغ، حتى عييتُ بها، فراجعتُ حضرة الشيخ الأنور -رحمه الله- وكان مريضا ذا فراش، وكشفتُ له عن الحال والداء العضال، فقال رحمه الله مرتجِلا مقتضِبا:
أخرج أبو عبد الله الحكم في "مستدرَكه" أثرا لابن عبّاس رضى الله عنه، وهو يفيد في انحلال هذه العُقْدة، فراجِعْه لعلّه يشفى صدرَك، وهو أحسن ما روي في هذا الباب، وأقرب إلى سياق التنزيل.
قال شيخنا المحقّق: فراجعتُه وتأمّلتُه، فسقى غُلَّتي وشفى عِلَّتي وانحلّتْ به عقدتي، وجعلتُ في "فوائد التنزيل" عليه مدارَ حلّ العُقْدة، وقرَرْتُه وفَصَلْتُه، ثم أرَيْتُ ٠ هـ الشيخَ رحمه الله، ففرح، واستبشر، واستحسن تطبيقي له بنظم التنزيل العزيز.
هذا، وكم حلّ من مثل هذه العُقَد المعضَلة التي أشكل انحلالُها على الأفاضل والأذكياء من المدرّسين والمؤلّفين، بل على شيوخه وأكابره، فله منّة