عظيمة على رقابهم، وكم هكذا أصاب المِحَزَّ، وطَبَّقَ المِفْصِلَ، فكفى وشفي، ورَوَى وأرْوَي، ولله درّ صديقنا الفاضل مولانا محمد يوسف الكاملفوري، حيث قال في حقِّه:
كم هكذا صردت خوارق عادة … عنه وجاحدها من العُمْيَان.
فهذا أكبر مؤلّف -في العالم في العصر الحاضر، تربو مصنّفاتُه على مِئِين، حتى فاقَ في كثرة التصانيف على الشيخ جلال الدين السيوطي- حكيم الأمة الشيخ الفقيه العابد الزاهد مولانا الشاه محمد أشرف على التهانوي طالَ بقاؤُه، كان يسأله عن أمور في غوامض المسائل ومشكلات الفتاوي، وسنشير إلى شيء منها.
وهذا الشيخ الفقيه الحبر المحدّث خليل أحمد السهارنفوري ثم المدني، رحمه الله، صاحب "بذل المجهود شرح سنن أبي داود"، كان يسأله فيما يُشْكِلُ عليه في تأليفه شَرْحَه هذا من باب الرواية والدراية.
وهذا شيخه المحقّق العارف مولانا محمود الحسن الديوبندي، قدّس سرّه، المعروف بـ "شيخ الهند" كان ربما يقول له: هل لأحد في ذلك قول؟ وهل عثرتَ لأحد على حلّ هذه المشكلة؟ اعترافا بسعة علمه وغزارة مطالعته وتبحّره واطلاعه الواسع.
وهذا الشيخ مولانا محمد ظهير حسن النِّيْمَوي رحمه الله، المحدّث الشهير، صاحب "آثار السنن" كان يستفيد من الشيخ رحمه الله بالتراسل والتكاتب في غوامض الحديث، وكان يستعين به في تأليف كتابه "آثار السنن"، وكان يعرض عليه ما يؤلّفه قطعةً قطعةً، هكذا سمعتُ عن حضرة الشيخ رحمه الله. وقال في كتابه "نيل الفرقدين".
وقد كان الشيخ النِّيْمَوي المرحوم حين تأليفه ذلك الكتابَ يرسلُ إليّ قطعةً، حتى إني كنت مرافقا فيه، وزدتُ عليه أشياء كثيرة بعده.