للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلفا وخلفا، قديما وحديثا؟ فكان يعتني في انفصام هذا الاختلاف، ويقربه إلى الأذهان، حتى يعلم كل باحث ومطلع أنه لم يكن بد من هذه الاختلافات، وأن أصحاب المذاهب معذورون فيها.

٨ - إذا أحال على كتاب أو مصنف أو نقل منه في تقريره -وكان ذلك أول مرة- ذكر جملا نفيسة تعرف بحال ذلك الكتاب وحال مصنفه، ويذكر خصائص كتابه البديعة التي لا يجدها المتفقد في مطاوي كتب الطبقات، ليكون الطالب على خبرة وبصيرة نافذة في شأن الكتاب ومؤلفه، ويكون ذلك عونا له عند الحاجة.

٩ - كان يحاول أن ينشئ في الطلبة ملكة راسخة في العلوم، وسدادا كاملا يتمكن به الطالب من حلّ المعضلات، وكان يدرّب الطلبة على الارتقاء إلى هذه المدارج الشامخة في العلوم والمعارف.

١٠ - كان يهيج رغبة الطلبة إلى خدمة الدين، وأن لا يجعلوا العلم وسيلة معاشهم ولا ذريعة إلى المباهاة والتماري، وأن يبذلوا جهدهم في نصرة الحق والذبّ عن حياضه بكلّ ما أمكن، وكان رحمه الله تعالى يمكن في قلوبهم أن المطلوب من العبد: العمل الصالح دون العلم، فإن العبد لم يخلق له، وكان عنده شرفُ الإنسان العبوديةَ دون العلم.

ومن شعره قوله في مدح شيخه رشيد أحمد الكنكوهي: (١)

قفا يا صاجي عن السفار … بمرأى من عرار أو بهار.

يسير بنشرها نفحات أنس … وريا عند محي من قطار.

يفيض لروحها رشحات قدس … حياة للبراري والقفار.

وقد عادت صباها من رباها … بأنفاس يطيب بها الصحاري.


(١) راجع: نزهة الخواطر ٨: ٩٣، ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>