فيسرى في قلوب الصحب وجد … بأطراف الحديث لدى اعتبار.
أطيب لنشره نفسا ونفسا … فأروي من روايات الكبار.
أتابعهم ويمليني دموعي … حديثي من شيوخي لأذكار.
أجلّهم وأبحلهم مقاما … أبو مسعودهم جبل الوقار.
لقد فرع الورى عملا وعلما … مكارم ساعدت كرم النجار.
إمام قدوة عدل أمين … ونور مستبين كالنهار.
فقيه حافظ علم شهير … كصبح مستنير هدى سار.
إليه المنتهى حفظا وفقها … وأضحى في الرواية كالمدار.
ففى التحديث رحلة كل راو … وفي الأخبار عمدة كل قاري.
فقيه النفس مجتهد مطاع … وكوثر علمه بالخير جاري.
وأحي سنة كانت أميتت … وإذ وضح النهار فلا تماري.
وأصبح في الوري صدرا وبدرا … منيرا واريا حلك التواري.
وأصبح مفردا علما رفيعا … كرفع المفرد العلم المنار.
وآية رحمة فضلا وفيضا … عبابا مستطابا للقواري.
وغرة دهره علما ودينا … طراز زمانه مثل النضار.
يقوم لشكره آثاره في … مدارس أو مساجد كالدراري.
متى ما جاد جود قام شكرا … له العزمات من باد وقار.
وأما فضله ذوتا وحالا … ففرد فيه لا أحد يجاري.
علوّ مقامه قدما وسبقا … فلا من طائر فيه مطار.
فضيل زمانه ورعا وزهدا … وحاتم عصره عند امتيار.
كأن جبينه بدر مبين … تهلل نوره عند الزوار.
وهمته كصبح مستطير … أو الغيث المغيث لدى انتظار.