أسماء رجال في ترجمة ابن المديني في "ميزان الاعتدال"، (فما لكَ عقل يا عقيلي أتدرى فيمن تكلّم كأنك لا تدري أن كلّ واحد من هؤلاء أوثق منك بطبقات).
وزاد الخطيب على العقيلي في الولوغ في دم الحسن بن زياد والنهش في عرضه، حتى قال الذهبي في "تاريخه الكبير": بعد أن ترجم للحسن بن زياد ترجمة واسعة: (قلت: قد ساق في ترجمته أبو بكر الخطيب أشياء، لا ينبغي لي ذكرها)، هكذا يقول الذهبي، وإن لم يربأ الخطيب بنفسه، من الولوغ في دم مثله، والنهش في عرضه، مع ما له من حظّ في النظر، وسعة في الرِّواية، بخلاف ابن عدي، الذي لم يرزق حظّا، مما يقوم به لسانه، فضلًا عما يقوم به طرق تفكيره، فمثله إذا سبّ وشتم وطاوع الشيطان في الإساءة إلى أهل النظر، الذين بهم حفظ كيان الدين اعتقادا وعملا لا يستغرب، لأنه لا يميز بين صحيح الاستنباط وفاسده، وبعد ما هو عليه. هو الدين الصحيح والاعتقاد الرجيح، فيؤيّد من يؤيّده عن جهل، ويعادي من يعاديه عن خرق ونرق، معتمدا على كلّ من هبّ ودبّ، وتوغّل في الكذب، وأغرب، بل مستندًا إلى مجروحين جرحهم هو نفسه أيضًا، وإن اعتدل بعض اعتدال بعد اتصاله بأبي جعفر الطحاوي، وألّف مسندا في أحاديث أبي حنيفة، لكن الجهل المتأصّل في نفسه لا يقبل العلم الصحيح، بل شخصه في حاجة إلى بناء جديد، فدعه يهذي إلى أن يلقى جزاء خرقة في يوم الوعيد، وفي "كتاب النقد" للدارمي عثمان بن سعيد المجسّم فيكر الحسن بن زياد في صفّ بشر بن غياث، ومحمد بن شُجاع، حينما ينزل نزلات جامحة على أبي حنيفة وأصحابه، حيث لا يعجبه تنزيههم، كما هو شأن الحشوية، ظانًّا أن بذاءة اللسان تجعله على حقّ في اعتقاده التجسيم، وكتابه نفسه يكشف عما ينطوي عليه من الزيغ والضلال المبين، فكفى الله المؤمنين القتال.