للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قتلوا الظافِرَ ظُلْمًا وانْتَحوا … لِبَنِي الحافِظِ بالبيض الحِدادِ

واعْتدى عَبَّاسُ فيهم وابْنُه … فَوْقَ عُدْوانِ يَزيدٍ وزِيادِ

مِثْلُ سَفْرٍ قَتَلوا هَادِيهمُ … ثم ضَلُّوا ما لهم مِن بَعْدُ هَادِ

جاءهَم في مِثْلِ ريحٍ صَرْصَرٍ … فَتَوَلَّوْا مِثْلِ رِجْلٍ مِن جَرَادِ

بعدَ ما غَرَّهُمُ إمْلاؤُهُ … ولَهِيبُ الجَمْرِ مِن تَحْتِ الرَّمَادِ

وتَظَنَوا أنْ سَتَرْتَاعُ بهمْ … هل تُراعُ الأُسْدُ يومًا بالنِّقَادِ

قال: وأنشدني - يعني الشريف المذكور - لابن أبي جرادة في ابن رزيك، لما قتل ابن مدافع محمدًا، سيد لوائه قبل الوزارة، من قصيدة:

لَعَمْرِي لقد أفلحَ المومِنُونَا … بِحَقٍّ وقد خَسِرَ الْمُبْطِلُونا

وقد نصر اللهُ نَصْرًا عَزِيزًا … وقد فتح اللهُ فتحًا مُبِينَا

بمَن شارَ عَلْياهُ واختارَهُ … ولَقَّبَهُ فارسَ المسْلِمينَا

وكان محمدُ لَيْثَ العَرين … فأخْلَى لَعَمْريَ منه العَرينَا

وقد كاد أنْ يَسْتَبِينَ الرَّشَا … دَ فأعْجَلَهُ الحَتْفُ أن يَسْتَبينَا

ولا بُدَّ للغاصِبِ المسْتَبِينِ … على الكُرهِ مِنْ أن يُوَفِّي الدُّيُونَا

ومَن يَخْذُلِ اللهُ ثُمَّ الإمامُ … فليس له اليومُ مِن ناصِرِينَا

ولَمَّا اسْتَجاشَتْ عليه الْعِدَا … وشَبَّ له القومُ حَرْبًا زَبُونَا

سَقاهُمْ بِكاسٍ مَرِيرِ المِذا … قِ لا يَعْذُبُ الدَّهْرَ لِلشَّاربينَا

وأشْبَعَ منهم ضِباعَ الفَلاةِ … فَظَلُّوا لأنْعُمِهِ شاكرينا

ومن شعره أيضًا، قوله:

لَهَفِي لِفَقْدِ شَبيبَةِ … كانتْ لدَيَّ أجَلَّ زادِ

أنْفَقْتُهَا مُتَغَشْمِرًا … لا في الصلاحِ ولا الفَسادِ

ما خِلْتُ أني مُبتَلى … بهوَى الأصادِقِ والأعادِي

حتى بَكَيْتُ على البَيَا … ضِ كما بَكَيْتُ على السَّوادِ

<<  <  ج: ص:  >  >>