ومنه أيضًا:
أحْبابَنَا شَفَّنَا لِهَجْرِكُمُ … وبُعْدِنا مِن وصَالِكم خَبَلُ
فإن قَطَعنا لا تَحْفِلُون بنا … وإن وَصَلْناكُمُ فلا نَصِلُ
فأرْشِدُونا كيف السبيلُ فقد … ضاقَتْ بنا في هَوَاكُمُ الْحِيَلُ
شأنُ المحِبِّين أن يدوموا على الْ … عَهْدِ وشأنُ الأحبَّةِ المِلَلُ
ومنه أيضًا قوله:
لِقاؤك أحلى من رُقادي على جَفْنِي … وقُرَبُكَ أحْلى من مصاحبة الأمنِ
أيا مَن أطَعْتُ الشَّوْقَ حتى أتَيْتُهُ … وأيْقَنْتُ أني قد لَجَأتُ إلى رُكْنِ
لَئنْ لم أفُزْ منكَ الغَداةَ بنظْرةٍ … تُسَهِّلُ مِن وَعْرِ اشتياقي فَوَاغَبْنِي
ومنه أيضًا قوله:
وَجْدٌ قديمٌ وهَوى بَاقِ … ونَظْرةٌ ليس لها رَاقِ
ودَمْعُ عَيْنٍ أبدًا حائِرٌ … ليس بِمُنْهَلٍّ ولا رَاقِ
أحْبابَنا هل وَقْفَةٌ بالِّلوى … تُسْعِفُ مُشْتاقًا بِمُشْتاقِ
وهل نُدَاوَى مِن كُلُوم النَّوى … بِلَفِّ أعَنْاقٍ بأعْناقِ
ما زِلْتُ مِن بَيْنِكُمُ مُشْفِقًا … لو أنَّه يَنْفَعُ إشْفَاقِي
أعومُ في لُجَّةِ دَمْعِي إذا … ما أُضْرِمَتْ نيرانُ أشوَاقِي
وَجْدِي بكم فَقْدٌ ومِيعَادُكمْ … مُنكَسِرٌ في جُمْلَةِ الباقِي
يا سَاقِيًا خَمرةَ أجْفانِهِ … لَهْفِي علَى الخَمْرِةِ والسَّاقِي
أما تَخافُ اللهَ في مُقْلَةٍ … لا عاصِمٌ منها ولا وَاقِ
ومنه أيضًا قوله:
إن بينَ السُّجُوفِ والأوْراقِ … فِتْنَةً للقلوبِ والأحداقِ
ومَريضُ العُهودِ تُخْبرُ عَيْنًا … هُ بما في فُؤادِه مِن نِفَاقِ
أنا منهُ في ذِلَّةٍ وخُضُوعٍ … وهو مني في عِزَّةٍ وشِقاقِ