يا خليليَّ على الظنِّ ومَن … لِي لو ألْقَى خَليلًا مُشْفِقًا
حَلِّلَاهُ ما سَبَى مِن مُهْجَتِي … واسْتَذِمَّاهُ على ما قد بَقَى
وأنشُدَا قَلْبي وصَبْري فلقدْ … ذَهَبَا يومَ فِراقِي فِرَقَا
وقوله:
مَنْ صَحَّ عُقْدَةُ عَقْدِهِ … وَصَفَتْ سَرِيرَةُ وُدِّهِ
لم يَعْتَرِضْ في قُرْبِهِ … ريبٌ ولا في بُعْدِهِ
وقوله، مما يكتتب على سيف:
أنا في كَفِّ غُلامٍ … بأسُهُ أفتَكُ مِنِّي
أنا عندَ الظَّنِّ مِنْهُ … وهو عندَ الظَّنِّ مِنِّي
وكتب إلى أخيه قوله:
هل لِلْمُعَنَّى بعدَ بُعْدِ حَبِيبِهِ … إلا اتِّصَالُ حنِينِهِ بِنَحِيبِهِ
جُهْدُ المحِبِّ مَدامِعٌ مَسْجُومَةٌ … ليستْ تَقُومُ لهُ بِكَشْفِ كُرُوبِهِ
أَحْبَابَنَا بانَ الشَّبابُ وبِنْتُمُ … عن مُدْنَفٍ نَائي الْمَحَلِّ غَرِيبِهِ
أمَّأ المِدامِعُ بَعْدَكُمْ فَغزيرةٌ … والقلبُ موقُوفٌ على تَعْذِيبِهِ
لي ألفةٌ بالليلِ بعدَ فِراقِكُمْ … والنَّجْمِ عندَ شُرُوقِهِ وغُروبِهِ
وأكادُ من ولهي إذا ما هَبَّ لِي … ذاكَ النَّسِيمُ أطِيرُ عندَ هُبُوبِهِ
وقوله، من قصيدة:
بِوُدِّيَ لو رَقُّوا لِفَيْضِ دُمُوعي … ومن لِيَ مَنُّوا بِرَدِّ هُجُوعِي
بُلِيتُ بِمُغْتالِ النَّواظِرِ مُولَعٍ … بِهَجْرِي ولا يَرْثِي لِطُولِ وَلُوعِي
فَحَتَّى مَ أَدْنُو مِن هَوى كلِّ نَازِحٍ … وأَرْعَى بِظَهْرِ الغَيْبِ كلَّ مُضِيِعِ
وهَلْ نَافِعِ أنِّي أَطَعْتُ عَوَاذِلِي … إذا ما وجدتُ القلبَ غيرَ مُطِيعِ
وما ليَ أَخْشَى جَوْرَ خَصْمِيَ في الهَوَى … وخَصْمِي الذي أَخْشَاهُ بينَ ضُلُوعي
فيا وَيْحَ نفسي مِنْ قِسِيِّ حَوَاجِبِ … لها أَسْهُمٌ لا تُتَّقَى بِدُروعِ