وقوله، إلى القاضي الأجل الأشرف ابن البيساني، متولى الحكم بـ"عسقلان":
لَعَلَّ تَحَدُّرَ الدَّمْعِ السَّفُوحِ … يُسْكِّنُ لَوْعَة القَلْبِ الْقَرِيحِ
وعَلَّ الْبَرْقَ يَرْوِي لِي حَدِيثًا … فَيَرْفَعَهُ بإسْنادٍ صَحيحِ
ويا رِيحَ الصَّبَا لَو خَبَّرَتْنِي … متى كان الْخِيامُ بِذِي طُلُوحِ
فَلي مِنْ دَمْعٍ أَجْفَاني غَبُوقٌ … تُدارُ كُؤُوسُهُ بعدَ الصَّبُوحِ
وأشْواقٌ تَقَاذَفُ بِي كأني … عَلَوْتُ بها على طِرْفٍ جَمُوحِ
ودَهْرٌ لا يزالُ يَحُطُّ رَحْلِي … بِمَضْيَعَةٍ ويَرْوِيني بِلُوحِ
كريمٌ بالكريم على الرَّزَايَا … شَحِيحٌ حين يُسْأَلُ بالشَّحِيحِ
وأيامٌ تُفَرِّقُ كلَّ جَمْعٍ … وأَحْداثٌ تُجيزُ على الجَرِيح
فيا للهِ مِن عَوْدٍ بعُودِ … ومن نِضْوٍ على نِضْوٍ طَلِيحِ
وأَعْجَبُ ما مُنيتُ به عِتابٌ … يُورِّقُ مُقْلَتي ويُذيبُ رُوحي
أتى مِن بَعْدِ بُعْدٍ واكْتِئابِ .... وما أنكى الجُروحَ على الجُروحِ
وقَدْ أسرى بِوَجْدِي كلُّ وَفْدٍ … وهَبَّتْ بارْتِياحي كلُّ ريحِ
سلامُ الله ما شَرَقَت ذُكاءٌ … وشاقَ حنينُ هاتِفَةٍ صَدُوحِ
على تِلْكَ الشَّمائلِ والسَّجايا … وحُسْنِ العَهْدِ والخُلْقِ السَّجيحِ
على أُنسِ الغَريبِ إذا جفاهُ الْ … قَرِيبُ ومَحْتِدِ المجدِ الصِّريح
على ذي الهِمَّةِ العَلْياءِ والْمِنَّ … ةِ البَيْضاءِ والوَجْهِ الصَّبيحِ
ومنها:
صَفُوحٌ عن مُؤاخذةِ الْمَوالي … ولَيْسَ عن الأعادِي بالصَّفُوحِ
هُمامٌ ليس يَبْرَحُ في مقامٍ … كريمٍ أو لَدَى سَعْي نَجيحِ
حديدُ الطَّرْفِ في فِعْلٍ جميلٍ … وقُورُ السَّمْعِ عن قولٍ قَبيحِ
مَدَدْتُ يَدِي إليه فَشَدَّ أَزْرِي … وذادَ نَوائِبَ الدَّهْرِ اللَّحُوحِ
وفُزْتُ بوُدِّهِ بعدَ ارْتِيادٍ … ولكنْ صَدَّني عنه نُزُوحي