وما أَدْرَكْتُ غايَتَّهُ بِنَظْمِي … ولو أدْرَكْتُ غايةَ ذِيْ القُرُوح
ولكنِّي وَقَفْتُ على عُلاهُ … غِنائِي مِن ثَناءٍ أو مَديحِ
وله، من قصيدة:
إلى مَ ألُومُ الدَّهْرَ فيك وأَعْتِبُ … وحتَّى مَ أَرْضَى في هَواكَ وأَغْضَبُ
أما من خليلٍ في الهوى غير خائنٍ … أما صاحبٌ يومًا على النُصْحِ يَصْحَبُ
بَأيَّةِ عُضْوٍ التَقَى سَوْرَةَ الهَوَى .... ولِي جَسَدٌ مُضْنىً وقلبٌ مُعَذَّبُ
عَذيري من ذِكْرى إذا ما تَعَرَّضَتْ … تَعَرَّضَ لاحٍ دُونَها ومُونِّبُ
ومنها:
أرى الدهرَ عَوْنًا لِلهُمومِ على الهوَى … وضِدًّا له في كلِّ ما يَتَطَلَّبُ
فأَبْعَدُ شيءٍ منه ما هو آمِلٌ … وأقْرَبُ شيءٍ منه ما يَتَجَنَّبُ
وقد يَحْسِبُ الإنسانَ ما ليسَ مُدركًا … وقد يُدرِكُ الإنسانُ ما ليس يَحْسِبُ
وقوله، من قصيدة كتبها إلى والده:
ظنَّ النَّوى منك ما ظَنَّ الهَوَى لَعِبًا … وغَرَّهُ غَرَرٌ بالبَيْنِ فاغْتَرَبَا
فظلَّ في رِبْقَةِ التّبْريحِ مُوتَشِبًا … مَن ماتَ من حُرْقَةِ التَّوْديعِ مُنْتَحِبًا
مُتَيَّمٌ في بني كَعْبٍ له نَسَبٌ … لكنَّهُ اليومَ عُذْرِيَ إذا انْتَسَبَا
أجابَ داعِي النَّوى جَهْلًا بِمَوْقِعِها … فكان منها إلى ما ساءَهُ سَبَبَا
يا عَاتِبِي رُويدًا مِن مُعاتِبتي … فلستُ أوَّلَ مُخْطٍ في الهَوَى أَرَبَا
رُدَّا حديثَ الهَوى غَضًا على وصبِ … يكادُ يَقْضِي إذا هَبَّتْ عليه صَبَا
وجَدِّدا عَهْدَهُ بالسَّمْعِ عن حلبٍ … فإنَّ أَدْمُعَهُ لا تأتَلِي حَلَبَا
لِلهِ قلبي ما أغْرَى الغرامَ بِهِ … وحُسْنُ صَبْري لولا أنَّه غُلِبا
يا قاتَلَ اللهُ عَزْمًا كنتُ أذخَرُهُ … رُزيتُهُ في سَبيل الحُبِّ مُحْتَسِبَا
إذا تفكرتُ في أَمْري وغايتِهِ … عَجِبْتُ حتى كأني لا أرى عَجَبَا
ومنها:
أَسْتَوْدِعُ اللهَ أَحْبَابًا أُشاهِدُهُم .. بِعَيْنِ قلبي وليستْ دَارُهُمْ كَثَبَا