وسمع من الإمام المحدّث أبي سعد الصفّار النيسابوري الشافعي، والإمام منصور الفراوي، وسمع بـ "حلب" من الإمام افتخار الدين الهاشمي، ثم توجّه إلى "دمشق"، واستقرّ به.
ودرس في المدرسة النورية بـ "دمشق" خمسا وعشرين سنة، وتفقّه به طائفة كبيرة، منهم: الملك المعظّم عيسى بن أبي بكر الأيوبي المتوفى سنة ٦٢٣ هـ، مصنّف "أصول الجامع الكبير"، وصدر الدين الخلاطي، وسبط ابن الجوزي، والإمام صدر الدين سليمان بن وهيب الأذرعي صاحب "المنتخب شرح الزيادات"، الذي ألفه قاضي خان، والعلامة شهاب الدين الرازي، والعلامة مجد الدين الموصلي، صاحب المتن المشهور "المختار"، وشرحه "الاختيار" وكثيرون، وروي عنه الحديث جمال الدين الحافظ ابن الصابوني صاحب "تكملة إكمال الإكمال"، والقاضى تقي الدين سليمان الحنبلي، وغيرهم.
شَغَفَ بكتب الإمام محمد وروايتها، ومن تصانفيه:"شرح الجامع الصغير"، و"شرح السير الكبير"، و"الطريقة الحصيرية" في علم الخلاف بين الشافعية والحنفية، و"خير مطلوب" في العلم المرغوب، و"النجم الهادي الساري إلى الهادي الساري إلى حل ألفاظ صحيح البخاري"، و"الوجيز شرح الجامع الكبير"، و"التحرير شرح الجامع الكبير"، سلك فيهما نهج شيخه قاضي خان في "شرح الزيادات" من التأصيل والتقعيد.
كان جمال الدين الحصيري من أبرز تلاميذ قاضي خان، وكثيرا ما ينقل آراء شيخه في مواضع من كتابه "التحرير"، فيقول: قال أستاذنا الإمام قاضي خان.
إجازة قاضي خان للحصيري: كان الإمام الحصيري موضع الثقة عند شيخه، اعترف له بالنبوغ والإمامة، تدلّ على ذلك الإجازة الآتية التي منحها شيخه قاضي خان: