وحصل من الكتب شيئا كثيرا ما ينوف عن ألف ومائتي مجلّد، غالبها من نفائس الكتب ومشاهيرها من كل علم، وكان عنده منها نسخ مكرّرة، وانتفع به خلق لا يحصون، وكانت الوزراء والأمراء والموالي والعلماء والمشايخ يسعون إليه، وعظمت بركته، وعمّ نفعه، وكثر أخذ الناس عنه، وغالب من أخذ عنه أكابر الناس وأجلاؤهم، منهم الموالي والعلماء الكبار والمفتون والمدرسون وأصحاب التآليف والمشاهير، وقصده الناس من الأقطار الشاسعة للأخذ عنه، وطلب الإجازة منه.
فممن أخذ عنه: ولده العلامة محيى الدين الآتي ذكره، ومات في حياة والده، والسيّد الجليل محمد الأشعري مفتي الشافعية بـ "القدس"، ومن أهل "القدس": العلامة السيّد عبد الرحيم بن أبي اللطف مفتي الحنفية بها، والعلامة محمد بن حافظ الدين السروري، والفاضل يوسف بن الشيخ رضى الدين اللطفي خطيب المسجد الأقصى، ومن أهل "غزّة": العلامة عمر المشرقي مفتي الحنفية بها، والشيخ علي مفتي الشافعية، وأخذ عنه غالب علماء "دمشق"، منهم من رحل إليه، ومنهم من استدعاه، منهم: العالم الهمام السيّد محمد بن السيّد كمال الدين بن حمزة النقيب، وأولاده الثلاثة: السيّد عبد الرحمن، والسيّد عبد الكريم، والسيّد إبراهيم رحم اللَّه، منهم ماضين أولين وأبقى آخرين آخرين، والعلامة الفقيه محمد علاء الدين ابن علي الحصكفى مفتي الحنفية بـ "دمشق"، والعلامة السيّد محمد بن عجلان النقيب، وغيرهم، ومن أهل الحرمين العالم العمدة: عيسى بن محمد الثعالبي المغربي نزيل "مكة"، والعلامة المحقق الكبير محمد بن سليمان السوسي المغربي نزيل "مكة"، وفارس حلبة البراعة إبراهيم بن عبد الرحمن الخيارى المدني، وغيرهم.
ومن أهل الروم: الفاضل المشهور اللوذعي مصطفى باشا ابن المرحوم الوزير الأعظم محمد باشا الكوبري، وطلب الإجازة منه لأخيه الصدر الأعظم