وقال عبد اللَّه بن المبارك (١): قيل لداود، وقد تصدع حائط له: لو أمرت برمه؟ فقال داود: كانوا يكرهون فضول النظر.
وقال ابن أبي عدي: صام داود الطائي أربعين سنة ما علم به أهله، كان خزّازًا، وكان يحمل غداءه معه، ويتصدّق به في الطريق، ويرجع إلى أهله يفطر عشاء، لا يعلمون أنه صائم.
وقيل: احتجم داود الطائي، فدفع إلى الحجّام دينارًا، فقيل له: هذا إسراف.
فقال: لا عبادة لمن لا مروءة له.
وكان محارب بن دثار يقول: لو كان داود في الأمم الماضية لقصّ اللَّه علينا من خبره.
وكان ابن المبارك، يقول: وهل الأمر إلا ما كان عليه داود.
وعن محمد بن الحسن، أنه قال: كنت آتي داود الطائى في بيته، فأسأله عن المسألة، فإن وقع في قلبه أنها مما أحتاج إليه لأمر ديني أجابني فيها، وإن وقع في قلبه أنها من مسائلنا هذه تبسّم في وجهي، وقال: إن لنا شغلًا. إن لنا شغلا.
قال أبو نعيم: مات سنة ستين ومائة. وقال الذهبي: سنة اثنتين وستين ومائة، وقيل: سنة ستين.
وحدث إسحاق بن منصور السلولي، قال: لما مات داود الطائي شيع جنازته الناس، فلمّا دفن قام ابن السماك على قبره، فقال: يا داود، كنت تسهر ليلك إذ الناس ينامون، فقال الناس جميعًا: صدقت. وكنت تربح إذ الناس يخسرون. فقال الناس: صدقت. كنت تسلم إذا الناس يخوضون.