للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بتعيين أحد أعوانهم، وتخطّي الناجح الأول، وحتى يتفادوا تعيين عدوّهم في وظيفة جديدة ذات مرتّب حسن.

وعاد الشيخ من "قسطموني" إلى "الآستانة"، وفي طريقه غرق في أقتشه شهر، وكان وصوله إلى "الآستانة" عقب الهدنة مباشرة، فعيّن في دار الشفقة الإسلامية، وهي مدرسة ليلة كبيرة تحت إشراف جمعية خاصة.

وساعده نجاحه في الامتحان السابق الذكر على أن يلي تدريس التخصّص مع صغر سنّه بالنسبة إلى زملائه في تدريس التخصّص، وذلك بعد نحو شهر من اشتغاله بدار الشفقة الإسلامية - واستمرّ في ذلك، حتى انتخب عضوًا في مجلس وكالة الدرس، نائبًا عن معهد التخصّص، وبعد ذلك عُيّن وكيلًا للدرس، ورئيسًا للمجلس المذكور (١) إلى أن عُزِل، واستمرّ بعد عزله عضوًا بمجلس وكالة الدرس، لأنه لَمّا عُيّن رئيسا لم يعين بدله في العضوية، فلما عُزل عن الرياسة بقي في العضوية، والتدريس إلى أن غادر "الآستانة" (٢) قاصدًا "مصر" على الباخرة العباسيّة من بواخر شركة البوستة الخديوية، فوصل "الإسكندريّة" يوم الأحد ١٣ من ربيع الآخر سنة ١٣٤١ هـ الموافق ٣ ديسمبر سنة ١٣٥١ هـ، ونزل بـ "القباري" أيامًا، ثم سافر إلى "القاهرة"، ونزل بفندق دار السلام بالحي الحسيني أيامًا، ثم انتقل إلى "شبرا"، وسكن منزلا بجوار قسم "شبرا" أشهرًا، ثم سكن بـ "مصر الجديدة" لمدة أشهر أيضًا، ثم عاد إلى "الإسكندريّة"، ومنها رحل رحلته الأولى إلى "الشام" قبل انقضاء عام على يوم وصوله من "الآستانة"، فسافر بالبحر من "إسكندرية" إلى "بيروت"، ومنها بسكة الحديد إلى "دمشق"، حيث مكث بها ما يزيد على سنة، ثم عاد بالسكه الحديديّة إلى "مصر" عن طريق "فلسطين" و"القنطرة"، فنزل


(١) انظر معنى وكيل الدرس، وسبب عزل الأستاذ في الفصل الآتي.
(٢) انظر سبب مغادرته الآستانة في الفصل الآتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>