هناك، فحملها معه حيث غرقت فيما غرق من متاعه -وكان بينها مخطوط- كان من ضمن ما فيه أن كاتبه ذكر أنه رأى (الأمالي) لأبي يوسف القاضي الصاحب المتوفىّ سنة ١٨٢ هـ، في قمطر (دولاب) خاص، وأن الكتاب المذكور في ثلاثمائة مجلّد، وكان هذا الحادث في سنة ١٣٣٧ هـ.
وكانت المخطوطات سالفة الذكر، منها ما هو من مخطوطات القرن السادس، ومنها ما هو من القرن السابع، أي أنها كانت من عيون الذخائر. أما المخطوط الذي ذكر الأمالي، فقد كان مخطوطًا بعد الألف، وليس له تاريخ ولا اسم مؤلف، ولكن الشيخ يرجّح أن مؤلّفه هو العلّامة (نوح القونوي) مُحشّي "درر الحكام شرح غرر الأحكام"، المتوفّى سنة ١٠٧٠ هـ -والمدفون بـ "مصر" قرب عقبة بن عامر- وكانت الكتابة مبتدئة في كل صفحة من الزاوية، ثم تسير في أسطر مائله، حتى تنتهي في الزاوية المقابلة، وكان هذا المخطوط يحتوى على مجموعة رسائل نادرة من ضمنها رسالة لابن جحر الهيثمي الشافعي، المتوفى سنة ٩٧٣ هـ في مناقب أبي حنيفة "الخيرات الحسان"، وكان فيه أيضًا رسالة جاء بها أن مؤلّفها رأى في مخطوط قديم رواية عن أبي عاصم العامري القاضي أن الأمالي بالوصف السابق ذكره -ولأبي عاصم هذا "المبسوط" في الفقه الحنفي في ثلاثين مجلّدًا، وذكر عبد القادر القرشي المتوفىّ سنة ٧٧٥ هـ أنه موجود بمكتبة نور الدين الشهيد بـ "الشام"- وكان هذا المخطوط مما اشتراه شيخنا من تركة شيخه محمد خالص الشرواني، المتوفىّ سنة ١٣٣١ هـ -ومما غرق أيضًا يومئذ كتاب "عقيدة الطحاوي" المتوفّى سنة ٣٢١ بخطّ ابن العديم صاحب "تاريخ حلب" المتوفى سنة ٦٦٠ هـ، وعليه سماعات، وغير ذلك من الذخائر والنفائس.