للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولَمّا أنقذ الشيخ لجأ إلى "دوزجه" ليستجم بها بضعة أيام، وفي أثناء ذلك وردت له برقبة من "الآستانة" بتعيينه في دار الشفقة الإسلامية، فتوجّه إلى "الآستانة" كما مرّ ذكره.

وثانيها: عزله المشرف من منصب وكالة الدرس، ويحسن أن نذكر معنى الكلمة، وسببها وذلك أن السلطان بايزيد (١) الثاني بنى مدرسة، وأمر بأن يدرّس فيها شيخ الإسلام، ومع تطوّرات الزمن عيّن مشايخ للإسلام يجيدون السياسة أكثر من العلم، فكانوا ينيبون عنهم وكيلا لأداء هذا الدرس عُرِف باسم وكيل الدرس، أو (درس وكيلي)، كما يقول الترك، ثم انتهى الأمر بأن أصبح لشيخ الإسلام ثلاثة وكلاء، أحدهم للفتوي، ويسمّونه (فتوى أميني)، أي أمين الفتوى.

والثاني: له الإشراف على العلم والعلماء والمدارس، وهو وكيل الدرس، ووظيفته تقابل منصب شيخ الأزهر بـ "مصر".

والثالث: رئيس التحقيقات الشرعية، ووظيفته ضبط أعلام القضاة والإشراف على الشؤون القضائية، أما تعيين القضاة وعزلهم، فكان بأمر السلطان، بناء على اقتراح شيخ الإسلام وتقرير مجلس القضاء، وكان سبب عزل الأستاذ عن منصب وكيل الدرس أن لجنة مساعدة منكوبي الحرائق بـ "الآستانة" أرادت هدم مدرسة أنشأها السلطان مصطفى الثالث المتوفّى سنة ١١٨٧ هـ.

والمشهور باسم لاله لي -لتبني عليها دارًا لإسعاف المنكوبين تكون بمثابة مأوى لهم، وكانت اللجنة برياسة شرف السلطان محمد وحيد


(١) المتوفّى سنة ٩١٨ هـ، وهو ابن السلطان محمد الثاني فاتح مدينة قيصر، المتوفى سنة ٨٨٦ هـ، ووالد السلطان سليم الأول فاتح مصر سنة ٩٢٣ هـ، والمتوفى سنة ٩٢٦ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>