بـ "صحيح البخاري"، يختمه مطالعة مع "شرحي ابن حجر والبدر العيني"، ثم يعيده، وهكذا.
وقد تلقّى شيخنا من المترجم الفقه والحديث وغيرهما، وأجازه بمروياته عامة، ومنها دعاء الفرج المبارك المسلسل بقول رواته:(كتبته وها هو في جيبي)، توفيّ بـ "دوزجه"، وشيخنا في بلاد الغربة مهاجرًا، وذلك يوم الأربعاء ١٢ من ربيع الآخر سنة ١٣٤٥ هـ عن مائة سنة، رضى الله عنه.
وثانيهم: الشيخ إبراهيم حقّي الأكيني، كان آية في الذكاء، وحسن الإلقاء، ولم ير شيخنا مثله في ذلك بين من أدرك من أهل طبقته، وكانت له يد بيضاء في علوم القراءة، والأدب العربي، وكان بارعًا في الأصلين، والمنطق والحكمة، والفقه، تخرّج في العلوم على الشيخ أحمد شاكر المتوفىّ سنة ١٣١٥ هـ، وهو عمدته فيها، وقد تخرّج عليه نحو مائتي عالم في الطبقة الأولى.
وكان شيخنا يلازمه في الطبقة الثانية في عدد لا يقلّ عن ذلك، إلى أن مرض في شعبان واستمرّ مريضًا، حتى موته يوم السبت ٢٧ من شوّال سنة ١٣١٨ هـ عن ٥٧ سنة، وهو عمدة شيخنا، ويمينه في العلوم من صرف، ونحو، وبلاغةٍ، وأدب، وفقه، وأصول، وتوحيد، ومصطلح، وتفسير، وحديث، ومنطق، وآداب، وحكمة، إلى غير ذلك، مما كان يدرّس في "الآستانة" وقتئذ، رضي الله عنه.
وثالثهم: هو الشيخ على زين العابدين الألَصُوني، المولود سنة ١٢٦٨ هـ في "الأصونيا" حيث تعلّم مبادئ العلوم في بلده، ثم رحل إلى "إستانبول"، فحضر درس العلّامة رجب الأرناؤطي، ولما توفّي سنة ١٢٨٩ هـ انتقل إلى درس الشيخ أحمد شاكر، وبه تخرّج في العلوم، وأخذ الحديث عن الشيخ حسن القسطموني.