ورد "الآستانة" سنة ١٢٦٦ هـ، وأقام بها سنتين يدرّس الحديث بـ "آيا صوفيا"، كما أخذ المترجم عن الشيخ عبد الفتّاح العقري، أحد أوصياء مولانا خالد البغدادي، دفين صالحين "الشام".
كان من الموفّقين في الإرشاد ونشر الحديث، وسمع شيخنا عليه "راموز الأحاديث" وغيره، وأجازه سنة ١٣١٨ هـ بما حوى ثبت شيخ المترجم وبمروّياته عامة، توفّي يوم الخميس ٢٣ من صفر سنة ١٣٢٩ هـ عن ٨٩ سنة، ودُفن قرب شيخه الكمشخانوي في مقبرة السلطان سليمان، رضي الله عنهم.
وخامسهم: الشيخ يوسف ضياء الدين التكوشي المولود سنة ١٢٤٥ هـ في "تِكْوَش" بولاية "سلانيك"، ورحل إلى "الآستانة"، ولازم درس العلّامة الحافظ السيّد السيروزي، تلميذ محمد أسعد إمام زاده، ثم تخرّج في العلوم على المحقّق علي الفكري بن بهرام الياقوري المتوفىّ سنة ١٢٩٣ هـ، تلميذ العلامة سليمان الكريدي المتوفّى سنة ١٢٦٨ هـ، وتلقّى المترجم المسلسل بالأولية من الشيخ محمد بن علي التميمي المتوفّى بـ "الآستانة" سنة ١٢٨٧ هـ، وأخذ منه "المطول" في سنتين، وللمترجم غير ذلك المشايخ، إلا أن الياقوري هو عمدته.
وقد سمع شيخنا من المترجم حديث الرحمة المسلسل بالأولية، وكان المترجم شيخا طوالًا، نيّر الوجه، مهيبًا على سيرة السلف الصالح، ومن مناقبه: أنه كان لا يخاف لومة لائم في بيان الحق، وذلك أن بعض المخذولين من كبار رجال المعارف في حدود سنة ١٣٢٠ هـ رفع تقريرا عن أن في "ردّ المحتار" لابن عابدين كلمة ماسّة تثير الخواطر، وهى قوله في كتاب الأشربة:"من قال لسلطان زماننا عادل، فقد كفر"، فصدر الأمر بمصادرة الكتاب، فنهض المترجم، ومعه العلّامة محمد فرهاد بن عمر الريزوي المتوفّى سنة ١٣٤٣ هـ عن ٨٨ سنة، وكان من الشيوخ الهرمين