للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سعد الدين، ابن قاضى القضاة شمس الدين *.

ذكره التميمي في "طبقاته" فقال: ولد سنة ثمان وستين وسبعمائة.

وحفظ القرآن وهو صغير، وحفظ كتبا كثيرة في الفقه وغيره؛ منها: "مختصر ابن الحاجب الأصلي".

وكان سريع الحِفْظ، مُفْرِط الذكاء، فَعُنِيَ به أبوه، وأعانَه هو بنفسه، وأكبَّ، على الاشتغال إلى أن فاق الأقْران، واشْتهر بمعرفة الفقه حِفْظا، وتنْزِيلا للوقائع، واسْتحضارا للخلاف، وكان والدُه يقدِّمه على نفسه في الفقه.

ووَلِيَ عِدَّة وظائفَ ببلاده، وقدِمَ "القاهرة" مرارا، وسمع الحديث علَي أبي الخير ابن الحافظ صلاح الدين العَلائِيِّ، وعلى غيره، وحدَّث عن العَلائِيّ بالسماع والإجازة مرارا، ووَلِيَ مِشْيَخة "المؤَيَّديَّة" بـ "القاهرة"، عِوَضا عن أبيه، وباشَرها. وانْتفَع به الناس في الفتاوَى والمواعيد والاشْتغال، مع طَلاقة اللسان، وحُسْن الوَجه، وكثرة البِشْر، ولِين الجانب، وفَرْط التّواضع، مع الوَقار، والمهابة، والدِّيانة، والصِّيانة. ووَلِيَ قضاء "الدِّيار المصرية"، عِوَضا عن القاضي بدر الدين العَينَتابِيّ، فباشر بمَهابةٍ وعِفَّة وصرامةٍ، وأحبَّه الناس، ولا سيَّما إذ شرط على نفسه أن يُبْطلَ اسْتبْدال الأوقاف، فدام ذلك إلى مُضِيِّ ثالث سنة من ولايته، وحصل للأوقاف من ذلك رِفْيقٌ (١) كبير، وعَمُرَتْ أوقاف الحنفية في


* راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة ٤: ٢٢ - ٢٦.
وترجمته في بغية العلماء والرواة ١٢٧ - ١٤٠، ورفع الإصر ٢: ٢٤٥، والضوء اللامع ٣: ٢٤٩، والنجوم الزاهرة ١٦: ٣١٨، ٣١٩، ونظم العقيان ١١٥، ١١٦.
(١) الرفق: النفع.

<<  <  ج: ص:  >  >>