من أين ما جئتَها تظْفَرْ بمُخْبرِها … أم من قَوادِمِها أمْ من خَوافيها
تبارك الله كم من آية ظهَرتْ … من مجدِه وفمُ الأيام تاليها
يكْفيك أنَّ عطاياه وأنْعُمَه … تُجيبُ قبلَ صدَاها مَن يُناديها
ما فيه عَيْبٌ سوى أنَّ الوفود له … تُنْشِي بتأهيله قُرْبَى أهاليها
أقامه الله للأيام يُظهِرُ ما … مَحَتْ يدُ الدهر من آثار عافيها
إذا تأمَّلْتَه حقَّا التأمُّل يا … من ليس في قلبه بلْوَى يُناجيها
ومنها:
تظُنُّ أنّ كرامَ الناس قد نشِرُوا … والأرضَ جادَت على الدنيا بما فيها
وكم غدَتْ سُحُبُ الإحسان مُمْسِكَةً … وجودُ كَفِّكَ يُغْني عن غَواديها
إيهٍ لَعَمْرِيَ قد فُقْتَ الأنامَ بما … حَوَيتَ من رُتَبٍ أعْيَتْ مَراقيها
وسُدْتَ بالسُّؤدَدِ المحْض الذي عَمَرت … رُبوعَه لك أخْلاق تُعانيها
وسَعْدُك الجدّ في تأثيل مَكْرُمة … بين البرية مشكورٌ مَساعيها
دُمْ وابْقَ واسْلمْ لمعروف تُجدّدُه … بين الأنام لِمَرْثيها وعافيها
في دولة بدَوام السعد دائرة … والله باللّطف والإسْعاد حاميها
واهْنأ بِنَوْرُوزِ عامٍ عائدٍ أبدا … إليك منه مَسرَّات تُواليها
في صحة واغْتباط وانْبساط يدٍ … فيما له النفسُ تَهْوى من مَراضيها
وما لذاتك في الدنيا وزُخْرُفِها … شيءٌ يُساوي عُلاها أو يُدانيها
يا مَن بعليائه الأمثالُ سائرةٌ … ما بين حاضرها تبْدو وباديها
في مثل ذا اليوم يُهْدي القادرون إلى … أرْبابهم غُرَرا تسْمُو غَواليها
وليس لي غيرُ مقدور الثناء فلي … فيه حدائق قد طابتْ مَجانيها
إن أدْعُها لك فيْ حَمْدٍ وفي مِدَحٍ … جاءت إليَّ مُطيعاتٍ قَوافيها
ففيه أهْديتُ أبياتا إذا قُبِلَتْ … أرْبَتْ على دُرَر تزْهُو مَرائيها
وحكى صاحب "الشَّقائق" أن صاحب الترجمة كان مدرِّسا بإحدى الثَّمان، وأنه وَلِيَ منها قضاء"القُسْطَنْطينيَّة"، ثم عُزِل، وعاد مدرّسا بإحدى