للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال خالد بن نزار الإيلى: قال سفيان: الزهد زهدان زهد فريضة، وزهد نافلة.

فالفرض: أن تدع الفخر والكبر والعلو، والرياء والسمعة، والتزيّن للناس.

وأما زهد النافلة: فأن تدع ما أعطاك الله من الحلال، فإذا تركت شيئا من ذلك، صار فريضة عليك ألا تتركه إلا لله.

عن ابن مهدي قال: نزل عندنا سفيان وقدكنا ننام أكثر الليل، فلمّا نزل عندنا، ماكنا ننام إلا أقلّه، ولما مرض بالبطن، كنت أخدمه وأدع الجماعة، فسألته، ففال: خدمة مسلم ساعة أفضل من صلاة الجماعة، فقلت: ممن سمعت هذا؟ قال: حدثني عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: لأن أخدم رجلا من المسلمين على علة يوما واحدا، أحبّ إليّ من صلاة الجماعة ستين عاما، لم يفتني فيها التكبيرة الأولى.

قال: فضجّ سفيان لما طالت علته، فقال: يا موت، يا موت، ثم قال: لا أتمناه، ولا أدعو به.

فلما احتضر، بكى وجزع، فقلت له: يا أبا عبد الله! ما هذا البكاء؟!

قال: يا عبد الرحمن، لشدّة ما نزل بي من الموت، الموت -والله- شديد.

فمسسته، فإذا هو يقول: روح المؤمن تخرج رشحا، فأنا أرجو.

ثم قال: الله أرحم من الوالدة الشفيقة الرفيقة، إنه جواد كريم، كيف لي أن أحبّ لقاءه، وأنا أكره الموت.

فبكيت حتى كدت أن أختنق، أخفى بكائي عنه، وجعل يقول: أوه … ، أوه من الموت.

عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين، سمعت ابن عيينة، عن سفيان الثوري، قال: ما تريد إلى شيء إذا بلغت منه الغاية، تمنيت أن تنفلت منه كفافا.

<<  <  ج: ص:  >  >>