للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله، فمن قال غير ذا، فعليه لعنة الله مرتين، فما أشبه هذا بكلام النصارى فلا تجالسوهم.

قال المسيب بن واضح: سئل ابن عيينة عن الزهد: قال: الزهد فيما حرم الله.

فاما ما أحل الله، فقد أباحكه الله، فإن النبيين قد نكحوا، وركبوا، ولبسوا، وأكلوا، لكن الله نهاهم عن شئ، فانتهوا عنه، وكانوا به زهادا.

وعن ابن عيينة قال: إنما كان عيسى ابن مريم لا يريد النساء، لأنه لم يخلق من نطفة.

قال أحمد بن حنبل: حدثنا سفيان قال: لم يكن أحد فيما نعلم أشدّ تشبّها بعيسى ابن مريم من أبي ذر.

وروى علي بن حرب، وسمعت سفيان بن عيينة في قوله: {وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النساء: ٦٩] قال: الصالحون: هم أصحاب الحديث.

وروى أحمد بن زيد بن هارون، حدثنا إبراهيم بن المنذر، سمعت ابن عيينة يقول: أنا أحقّ بالبكاء من الحطيئة، هو يبكى على الشعر، وأنا أبكي على الحديث.

قال شيخ الإسلام عقيب هذا: أراه قال هذا حين حصر في البيت عن الحديث، لأنه اختلط قبل موته بسنة.

قلت: هذا لا نسلمه فأين إسنادك به؟ أخبرنا أحمد بن سلامة الحداد في كتابه، أنبأنا مسعود الجمال، وجماعة، قالوا: أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ (١)، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا محمد بن عاصم الثقفي، سمعت سفيان بن عيينة سنة سبع وتسعين يقول: عاصم، عن زر، قال: أتيت صفوان بن عسّال، فقال: ما جاء بك؟ قلت: جئت ابتغاء العلم، قال: فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب.


(١) "الحلية": ٧: ٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>