للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد وضع بعض الحسَّاد قراءات، ونسبها إليه، فأظهر الله الحق، ومحق الباطل، وجوزي كلٌّ بفعله.

وقال صاحب "المناقب" يمدحه:

رَسُولُ الله قال سِراجُ ديني … وأمَّتِي الهُداة أبو حنيفَة

غدا بعد الصَّحابةِ في الفتاوى … لأحْمَدَ في شريعته خليفَهْ

وقال غيره، يصفه بالعلم والعبادة، من أبيات:

نهارُ أبي حنيفة للإفادة … وليل أبي حنيفة للعبادَهْ

وَوَدَّعَ نوْمَهُ خمسين عَامًا … لِطَاعَتِه وَخَدَّاهُ الوِسَادَهْ

وكان يحيى بن مَعين إذا ذكر من يتكلم في أبي حنيفة، يقول:

حَسَدُوا الفتى إذ لم ينالُوا سَعْيَهُ … فالقومُ أعْداء لهُ وخُصومُ

كضَرائرِ الحَسْناء قُلْنَ لوَجْهِها … حَسَدًا وَبَغْيًا إنَه لذَميمُ

وقيل لعبد الله بن طاهر: الناس يقعون في أبي حنيفة، فقال:

ما يَضُرُّ البَحْرَ أمْسَى زاخرًا … أن رَمَى فيه غلامٌ بِحَجَز

ثم أنشد:

إن يحسدوني فزاد الله في حَسَدي … لا عاشَ مَن عَاشَ يَومًا غَيرَ مَحْسُودِ

ما يُحْسَدُ المرءُ إلا مِنْ فضائِلِه … بالعلم والبأس أو بالمْجدِ والجُودِ

وقال:

فازدادَ لي حَسدًا مَن لستُ أحْسُدُه … إنَ الفضيلةَ لا تخلو عن الحَسَدِ

وقال:

ما ضَرني حَسَدُ اللِّئامِ ولم يَزلْ … ذو الفضلِ يحسُدُهُ ذَوو النُّقْصانِ

يا بُؤسَ قومٍ ليس ذَنبي بَيْنَهُمْ … إلا تظاهُر نعمَةِ الرّحمنِ

ولله درُّ الشريف الرضي، حيث يقول:

نَظرُوا بعَيْنِ عَدَاوَةٍ وَلَوَ أنها … عَينُ الرِّضَا لاسْتَحْسَنُوا ما اسْتَقْبحُوا

يُولُونَني شَزْرَ العُيُونِ لأنَّني … غَلَّسْتُ في طَلَبِ العُلَى وتصبَّحُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>