وقد وضع بعض الحسَّاد قراءات، ونسبها إليه، فأظهر الله الحق، ومحق الباطل، وجوزي كلٌّ بفعله.
وقال صاحب "المناقب" يمدحه:
رَسُولُ الله قال سِراجُ ديني … وأمَّتِي الهُداة أبو حنيفَة
غدا بعد الصَّحابةِ في الفتاوى … لأحْمَدَ في شريعته خليفَهْ
وقال غيره، يصفه بالعلم والعبادة، من أبيات:
نهارُ أبي حنيفة للإفادة … وليل أبي حنيفة للعبادَهْ
وَوَدَّعَ نوْمَهُ خمسين عَامًا … لِطَاعَتِه وَخَدَّاهُ الوِسَادَهْ
وكان يحيى بن مَعين إذا ذكر من يتكلم في أبي حنيفة، يقول:
حَسَدُوا الفتى إذ لم ينالُوا سَعْيَهُ … فالقومُ أعْداء لهُ وخُصومُ
كضَرائرِ الحَسْناء قُلْنَ لوَجْهِها … حَسَدًا وَبَغْيًا إنَه لذَميمُ
وقيل لعبد الله بن طاهر: الناس يقعون في أبي حنيفة، فقال:
ما يَضُرُّ البَحْرَ أمْسَى زاخرًا … أن رَمَى فيه غلامٌ بِحَجَز
ثم أنشد:
إن يحسدوني فزاد الله في حَسَدي … لا عاشَ مَن عَاشَ يَومًا غَيرَ مَحْسُودِ
ما يُحْسَدُ المرءُ إلا مِنْ فضائِلِه … بالعلم والبأس أو بالمْجدِ والجُودِ
وقال:
فازدادَ لي حَسدًا مَن لستُ أحْسُدُه … إنَ الفضيلةَ لا تخلو عن الحَسَدِ
وقال:
ما ضَرني حَسَدُ اللِّئامِ ولم يَزلْ … ذو الفضلِ يحسُدُهُ ذَوو النُّقْصانِ
يا بُؤسَ قومٍ ليس ذَنبي بَيْنَهُمْ … إلا تظاهُر نعمَةِ الرّحمنِ
ولله درُّ الشريف الرضي، حيث يقول:
نَظرُوا بعَيْنِ عَدَاوَةٍ وَلَوَ أنها … عَينُ الرِّضَا لاسْتَحْسَنُوا ما اسْتَقْبحُوا
يُولُونَني شَزْرَ العُيُونِ لأنَّني … غَلَّسْتُ في طَلَبِ العُلَى وتصبَّحُوا