للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومما أنشده صاحب "المناقب" في مدح في الإمام، وذكر واقعته مع ابن هُبَيرة، قوله:

أرضيت نَفْسَك ضَارب النُّعمانِ … فكسبتَ جَهلًا سَخطةَ الرَّحمنِ

ما زلت تُنقُصُ لا تزيدُ بضَربهِ … يا بشَ ما قدَّمتَ للميزانِ

أضَربْت عابِدَ رَبّه في ليله … ونهارهِ يا عَابِدَ الشَّيْطَانِ

أعْطَيْتَه الدنيا ولكن رَدَّها … رَدَّ التقيِّ الخائف الرباني

حَرّ السَّياط قد ارتضى كي لا يرى … يَوم الجَزاءِ مَقامعَ النِّيرانِ

مَا ذَلَّ يا ابن هُبيرة بالضَّربِ مَنْ … مَلأ الفُؤادَ بعِزَّةِ الإيمَانِ

ولصاحب "المناقب" أيضًا في مدحه قوله:

غدا مذهبُ النعمان خير المذاهب … كما القَمرُ الوَضَّاحُ خيرُ الكواكب

تفقَّه في خيرِ القرونِ مع التُقَى … فمذهبهُ لا شَكَّ خيرُ المذاهبِ

ولا عيبَ فيه غيرَ أنَّ جميعَه … حَلا إذْ تخلى عن جميع المعايب

لأنَّ عِداهُ قد أقرُّوا بحُسْنِه … وإقرارُهم بالحسنِ ضربَةُ لازِب

وكان له صَحبٌ بُنودُ عُلومِهم … تُجلِّي عن الأحْكام سُجْفَ الغَياهِبِ

ثلاثةُ آلافٍ وألفٌ شيوخُه … وأصحابُه مثلُ النجوم الثَّواقِبِ

وله أيضًا يمدحه:

نُعمانُ فحل العلم يَعسُوبُ الهُدى … في خير قَرن قد أتى وقرَانِ

نُعْمَانُ كانَ سِراجَ أفضلِ أُمَّةٍ … لكنْ سِرَاجًا دائمَ اللَّمَعَانِ

الفِقْهُ في نادِيه مُجْتَمِعُ النَّوى … راسي القَواعدِ شامِخُ البُنيانِ

بحر موارده تراها عذبة … قذافة للدر والمرجان

وشقائِقُ النُّعْمَانِ في بَهَجاتِها … هَزأتْ بهنَّ دَقائِقُ النُّعمَانِ

كم قد رَمَوْهُ بمُعْضلاتٍ رَدَّهَا … بحَوابِ حَقٍّ سَاطعِ البُرْهَانِ

وعن سفيان بن عيينة، قال: قال مساور الورَّاق، وكان رجلًا صالحًا، في أبي حنيفة، وله فيه رأي:

<<  <  ج: ص:  >  >>