للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بأمر نساء الغير بين يديها، ولا بأمر الجواري، فإنها تنبسط إليك في كلامك، ولعلّك إذا تكلمتَ عن غيرها تكلمتَ عن الرجال الأجانب.

ولا تتزوّج امرأة كان لها بعل، أو أب، أو أم، أو بنت، إن قدرت، إلا بشرط أن لا يدخل عليها أحد من أقاربها، فإن المرأة إذا كانت ذات مال يدعي أبوها أن جميع مالها له، وأنه عارية في يدها.

ولا تدخل بيت أبيها ما قدرت، وإياك أن ترضى أن تزف في بيت أبويها، فإنهم يأخذون أموالك، ويطمعون فيها غايةَ الطمع.

وإياك أن تتزوّج بذات البنين والبنات، فإنها تدّخر جميعَ المال لهم، وتسرق من مالك، وتنفق عليهم؛ فإن الولدَ أعزّ عليها منك.

ولا تجمع بين امرأتين في دار واحدة، ولا تتزوّجْ إلا بعدَ أن تعلم أنك تقدر على القيام بجميع حوائجها.

واطلب العلم أولًا، ثم اجمع المال من الحلال، ثم تزوّج، فإنك إن طلبت المال في وقت التعلّم عجزتَ عن طلب العلم، ودعاك المال إلى طلب الجواري والغلمان، وتشتغل بالدنيا والنساء قبل تحصيل العلم، فيضيع وقتك، ويجتمع عليك الولد، وتكثر عيالك، فتحتاج إلى القيام بمصالحهم وترك العلم.

واشتغل بالعلم في عنفوان شبابك، ووقت فراغ قلبك وخاطرك، ثم اشتغل بالمال ليجتمع عندك؛ فإن كثرة الولد والعيال يشوش البال، فإذا جمعت المال فتزوّج.

وعليك بتقوى الله، وأداء الأمانة، والنصيحة لجميع الخاصة والعامة. ولا تستخف بالناس، ووقّر نفسك ووقّرهم، ولا تكثر معاشرتهم إلا بعد أن يعاشروك، وقابل معاشرتهم بذكر المسائل، فإنه إن كان من أهله اشتغل بالعلم، وإن لم يكن من أهله أحبَّك.

<<  <  ج: ص:  >  >>