وإياك أن تتكلم في مجلس النظر على خوف؛ فإن ذلك يورثْ الخللَ في الألفاظ، والكللَ في اللسان.
وإياك أن تكثر الضحكَ، فإنه يميت القلب.
ولا تمش إلا على طمأنينة. ولا تكن عجولًا في الأمور.
ومن دعاك من خلفك فلا تجبْه، فإن البهائم تُنادى من خلف.
وإذا تكلمتَ فلا تكثر صياحَك، ولا ترفع صوتَك واتخذْ لنفسك السكون وقلة الحركة؛ كي يتحقق عند الناس ثباتك.
وأكثر ذكر الله تعالى فيما بين الناس؛ ليتعلموا ذلك منك.
واتخذ لنفسك وردًا خلف الصلوات، تقرأ فيه القرآن، وتذكر الله تعالى، وتشكره على ما أودعَك من الصبر، وأولاك من النعم.
واتخذْ أيامًا معدودة من كل شهر تصوم فيها؛ ليقتدي غيرك بك.
وارقبْ نفسك، وحافظْ على الغير؛ لتنتفع من دنياك وآخرتك بعلمك.
ولا تشتر بنفسك ولا تبعْ، بل اتخذْ لك مُصلحًا يقوم بأشغالك، وتعتمدْ عليه في أمورك، ولا تطمئنَّ إلى دنياك، وإلى ما أنتَ فيه، فإن الله تعالى سائلك عن جميع ذلك.
ولا تشتر الغلمان المرد.
ولا تظهر من نفسك التقرّب إلى السلطان قربك؛ فإنه ترفع إليه الحوائج، فإن قمت أهانك، وإن لم تقم أعابك.
ولا تتبع الناس في خطاياهم، بل اتبع في صوابهم.
وإذا عرفت إنسانًا بالشرّ فلا تذكره به، بل اطلبْ منه خيرًا، فأذكره به، إلا في باب الدين، فإنك إن عرفت في دينه ذلك فاذكره للناس؛ كيلا يتبعوه ويحذروه، قال عليه الصَّلاة والسَّلام:"اذكروا الفاجر بما فيه، حتى يحذره الناس"، وإن كان ذا جاه ومنزلة، فادكر ذلك، ولا تبال من جاهه؛ فإن الله