الجامعة قائمة على أسس متينة، والمتانة ترجع إلى إخلاص مؤسّسيها وأعمالهم الصالحة.
وفي عام ١٣٧٢ هـ زار الجامعة السيّد أنور السادات المتوفى ١٤٠١ هـ، الذي كان آنذاك أمينا عاما للمؤتمر الإسلامي، فأعجب إعجابا كبيرا بجوّها العلمي والروحاني.
وفي عام ١٣٧٥ هـ بعثت جامعة الأزهر والمؤتمر الإسلامي إلى دار العلوم ديوبند أستاذين، وهما الشيخ عبد المنعم النمر، والشيخ عبد العال العقباوي، وبعد عامين رجعا إلى "مصر"، فبعثت الشيخ عبد الوهّاب محمود، وبفضل وجودهم انتعشت اللغة العربية في الجامعة، وأقبل الطلاب على الخطابة والكتابة فيها، وتحسّنت الحالة بشكل أكثر فيما بعد، بوجود الشيخ وحيد الزمان الكيرانوي، المتوفى ١٤١٥ هـ، ومساعيه المضنية، التي واصلها عبر سنوات طويلة في مجال اللغة العربية، وعادت الجامعة تخرّج كتّابا ومؤلّفين وخطباء باللغة العربية بجانب اللغة الأردية، التي هي لغة التدريس فيها في الأغلب.
وفي عام ١٣٨٢ هـ زار الجامعة محدّث "سوريا" الكبير وعالمها الشهير الشيخ الصالح عبد الفتّاح أبو غدّة، المتوفى ١٤١٧ هـ، الذي كان آنذاك أستاذا بجامعة "حلب"، وقد أبدى إعجابه البالغ بهذه الجامعة العتيدة وبمؤلّفات علمائها، التي تحتوي عنده على معان ومباحث، لا توجد، حتى في كثير من كتب المفسّرين ولا المحدّثين والعلماء المتقدّمين، ومن بين ما قاله رحمه الله تعالى في انطباعاته، التي سجَّلها في سجل الانطباعات: من فضل الله الكبير على العاجز كاتب هذه السطور أنه أتاح له زيارة مدن "الهند" والتجوال فيها، وعلى رأسها وفي مقدّمتها "ديوبند" وجامعتها الإسلامية دار العلوم، التي هي في الواقع بمثابة قلب حيّ مشحون بالعلم والتقوى، وهي مركز العلماء والمؤلّفين ومهوى طلّاب العلم والدين. وقد كانت زيارة هذا المركز