الحاجة، فكيف علمت أننا من أهل الجنة؟ قال: للعلم بذلك لا حاجَة إلى أن يكون المرأ نبيا أو شيخا صالحا، ألا تعلمين أنك على جمال ربما لا تتمتّع به اليوم على ظهر البسيطة امرأة، ومع ذلك أنت مجتهدة في بذل الطاعة لي، والعبادة لله، واستيعاب الأوقات في الذكر والتلاوة، فأنا على منزلة في الشكر ربما لا يعتليها رجل اليوم في الدنيا، حيث استحضر كلّ وقت نعمة الله الغالية المتمثّلة في الزوجة الفريدة في الجمال مثلك، التي أعطيتها دونما حول مني ولا قوّة.
وبالعكس من ذلك أنا أقبح رجل على وجه الأرض، ربما لا يوجد نظيري في العالم في القبح، ورغم ذلك أنت تصبرين عليّ، وترضين بقسمة الربّ، فأنت على درجة من الصبر، ربما لم يفز بها اليوم أحد في الدنيا.
إذا فزوجك المتواضع غاية في الشكر، وأنت غاية في الصبر، فسندخل الجنة إن شاء الله، أما أنا فعن طريق الشكر، وأما أنت، فعن طريق الصبر.
وبعد ما حكى الشيخ القصّة، قال: فالمنزل ههنا واحد، وهو الجنة، وإن أحد القاصدين اختار طريق الشكر إليها، وثانيهما رضي طريق الصبر.
وقد ذكر أحد المترجمين له، قصّة أخرى طريفة تؤكّد مدى براعته في ضرب الأمثلة.
في مدينة "ملتان" بـ "باكستان" كان الشيخ يتحدّث إلى حفلة كبيرة جدا، عن موضوع الآداب التي يجب أن يتقيّد بها القائم بترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة من اللغات، وتطرّق في ذلك إلى أمور كثيرة، منها: أن المترجم البارع إنما يكون من له علم واسع بالأمثال والحكم والنكت المستخدمة في اللغة، التي يحاول أن يقوم بنقلها إلى لغة أخرى.
وضرب لذلك مثلا لضابط إنجليزي كان يشغل منصبا في عهد الاستعمار الإنجليزي في "الهند"، وكان مقيما بها منذ سنوات طويلة، فتعلم الأردية لطول عهده بها، وبالخدمة فيها واحتكاكه بالناطقين بها، فقال ذات