ثم يذهب إلى المسجد، ويصلّي العصر بجماعة، ثم يجلس بدولت خانه مرّة ثانية، فيتمثّل بين يديه الأمراء، ويكلّمونه في المهمات كأول النهار، كما تقدّم، ثم يخرج إلى المسجد، ويصلّى المغرب بجماعة، ويشتغل نحو ساعتين بالأذكار والأشغال، ثم يذهب إلى دولت خانه، ويشتغل بالمهمّات إلى وقت العشاء، ثم يذهب إلى المسجد، ويصلّي العشاء، ثم يدخل المنزل.
وأما يوم الأربعاء فكان لا يجلس بالديوان العام والخاص، ويجلس بدار العدل على سنة أسلافه، فيحضر لديه المفتون والقضاة، ويعرض عليه ناظر العدلية المتظلّمين واحدا بعد واحد، فيستنطقه السلطان بنفسه، ويسأله بكلّ هوادة ورفق، ويقضي بينهم بالمعروف.
وأما يوم الخميس فإنه كان يكتفي بالجلوس بالديوان العام والخاص على أول النهار، ويترك الجلوس بعد العصر، فكان يشتغل سائر أوقاته بالعبادة.
وكان يجلس للمذاكرة في الكتب الدينية كـ "الإحياء"، و"الكيمياء"، و"الفتاوى الهندية"، وغيرها في كلّ أسبوع ثلاثة أيام على السيّد محمد الحسيني القنّوجي، والعلامة محمد شفيع اليزدي، ونظام الدين البرهانبوري، وغيرهم من العلماء.
ومن مآثره الجميلة: أنه حفظ القرآن الكريم بعد جلوسه على سرير الملك، فأرّخ بعض العلماء لبدء حفظه من قوله تعالى:{سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى}، ولتمامه من قوله:{لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}.
ومنها: أنه كانت له معرفة بالحديث، له "كتاب الأربعين"، جمع فيه أربعين حديثا من قول النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتولّى المملكة، وله كتاب آخر، جمع فيه أربعين حديثا بعد الولاية، وترجمهما بالفارسية، وعلّق عليهما الفوائد النفيسة.