للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأذُن بلا إذْن. فلان كريم مِلْءَ لباسه، مُوَفَّقٌ مَدَّ أنْفاسه. ذو جَدٍّ كعُلُوِّ الجَدِّ، وهَزْلٍ كحديقة الوَرد. عشرتُه ألْطف من نسيم الشمال، على أديم الماء الزُلال. وألْصق بالقلب، مِن علائق الحبِّ. شكرُه شكرُ الأسير لمن أطْلقَه، والممْلوكِ لمن أعْتَقَه. أُثْنِي عليه ثَناء العَطْشان الوارد، على الزُلال البارد. قلبٌ نَغِلٌ، وصدْر وغِلٌ. وعدُه بَرقٌ خُلَّب، ورَوَغان ثَعْلب. فلان يتعلق بأذْيال المعاذير، ويُحيلُ على ذُنوب المقادير.

وقد ساق له الثَّعالِبِيُّ في "اليتيمة" فصولا كثيرة من الجِدِّ والهَزْل، والاسْتِدعاء إلى مجالس الأُنس والطَّرَب والعِتاب، وغير ذلك، فلا بأس بذكر شيء يسير منه؛ فمن ذلك رُقْعة مُداعَبةٍ، صورتها (١): خَبَرُ سيدي عندي، وإن كتَمه عنِّي، واسْتاثَر به دُوني، وقد عرَفتُ خبرَه البارحة في شُرْبه وأُنْسه، وغِناء الضيْفِ الطارق وعُرْسه.

* وكان ما كان مما لَستُ أذْكُرُه (٢) *

وجرى ما جرى مما لست أنْشُره، وأقول: إن مولاىَ امْتطَى الأشْهَب، فكيف وجد ظهره، وركبَ الطَّيّار، فكيف شاهد جَرْيه، وهل سَلِم على حُزُونَة الطريق، كيف تصرَّف أفي سَعَةٍ أم ضيق، وهل أفْرَدَ الحَجَّ أم تمتَّع بالعُمرة، وقال في الحَمْلة بالكَرَّة، ليتفضَّل بتَعْريفي الخبر فما ينفعه الإنكار، ولا يُغنِي عنه إلا الإقرار، وأرْجو أن يُساعدَنا الشيخ أبو مُرَّة (٣)، كما ساعَدَه مرَّة، فنُصلِّيَ للقِبْلة التي صلَّى إليها، ونتَمكَّنَ من الدرَجة التي خطَب عليها، هذا وله فضلُ السَّبْق إلى الميدان، الكثير الفُرْسان.


(١) يتيمة الدهر ٣: ٢٥٢.
(٢) صدر بيت عجزه: فظن خيرا، ولا تسأل عن الخبر.
وهو ينسب إلى ابن المعتز. انظر ترجمته في الطبقات السنية برقم ١٠٨٤.
(٣) أبو مرة: إبليس.

<<  <  ج: ص:  >  >>