للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تحدَّثتِ الرِّكابُ بسَيْرِ أرْوَى … إلى بلدٍ حَطَطْتُ به خِيامِي

فكِدْتُ أطيرُ من تَوقِي إليها … بقادِمَةٍ كقادمةِ الحَمامِ

أفَحقٌّ ما قيل من أمر القادم، أم ظَنٌّ كأمانِيّ الحالم، لا والله، بل هو دَرْك العَنان، وإنه ونَيلُ المنَى سِيَّان، فمرْحبًا أيُّها القاضي براحِلَتِك ورَحْلِك، بل أهْلا بك وبكافَّة أهْلك، ويا سُرْعَة ما فاح نسيمُ مَسْراك، ووَجَدنا ريحَ يوسف من ريّاك، فحُثَّ المطِيِّ تَزُلْ غُلّتِي بسُقْياك، تُزَحْ عِلَّتِي بلُقْيك، ونُصَّ علي يوم الوُصول نَجْعَلْه عيدا مُشَرَّفا، ونتَّخِذْه مَوْسما ومُعَرَّفا، ورُدَّ الغُلام أسْرَع من رَجْع الكلام، فقد أمَرتُه أن يطيرَ على جَناح نَسْر، وأن يتركَ الصَّبا في عِقالِ أسْر،

سقَى الله داراتٍ مَرَرتَ بأرْضِها … فأدَّتْك نَحْوِي يا زياد بن عامرِ

أصائلُ قُرْبٍ أرْتَجِي أن أنالَها … بلُقْياك قد زَحْزَحْنَ حَرَّ الهواجر

وله أيضًا رُقْعة (١)، في ذكر مُصْحَف أُهْدَى إليه، وهي: البِرُّ - أدام الله عَزَّ الشيخ - أنواع، تطول به أبواع [وتقصر عنه أبواع] (٢)، فان يكن فيها ما هو أكرم مَنْصِبا، أشْرَف مَنْسِبا؛ فتُحْفةُ الشيخ إذ أهْدَى ما لا تُشاكِلُه النِّعَم، ولا تُعادِلُه القيَم، كتاب الله وبيَانَه، وكلامَه وفُرقانَه، ووَحْيَه، وتنزيلَه، وهُداهُ وسَبيلَه، ومُعْجِزَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ودليله، طبع دون مُعارضيه علي الشِّفاه، وختم على الخَواطر والأفواه، فقصَّر عنه الثَّقَلان، وبَقِي ما بَقِيَ الملَوان، لائحٌ سِراجُه، واضحٌ مِنْهاجه، مُنيرٌ دليلُه، عَميقٌ تأويلُه يقْصِمُ كلَّ شيطان مَريد. ويُذِلُّ كلَّ جبّار عنيد، وفضائل القرآن، لا تُحصَى في ألْف قِران، فأصِفُ الحَظَّ الذي بهَر الطَّرْف، وفاق الوصف، وجمع صحَّةَ


(١) يتيمة الدهر ٣: ٢٥٥.
(٢) تكملة من اليتمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>