ثم الأوزاعى، وسفيان الثوري، ومعمر، وأبو حنيفة، وشعبة.
ثم مالك، والليث، وحماد بن زيد، وابن عيينة.
ثم ابن المبارك، ويحيى القطّان، ووكيع، وعبد الرحمن، وابن وهب.
ثم يحيى بن آدم، وعفَّان، والشافعى وطائفة.
ثم أحمد، وإسحاق وأبو عبيد، وعلي بن المديني، وابن مَعين، ثم أبو محمد الدارِمى، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وآخرون من أئمة العلم والاجتهاد".
وقال في ترجمة ابن حزْم (١)، بعد نقل قوله: أنا أتبع الحق، وأجتهد، ولا أتقيّد بمذهب، ما نصّه:
"قلت: نعم، من بلغ رتبة الاجتهاد، وشهد له بذلك عدة (٤) من الأئمة، لم يسغ له أن يقلّد، كما أن الفقيه المبتدئ والعامى الذي يحفظ القرآن أو كثيرًا منه لا يسوغ له الاجتهاد أبدًا، فكيف يجتهد، وما الذي يقول؟ وعلام يبني؟ وكيف يطير ولما يريش؟
والقسم الثالث: الفقيه المنتهى اليقظ الفهم المحدّث، الذي قد حفظ مختصرا في الفروع، وكتابا في قواعد الأصول، وقرأ النحو، وشارك في الفضائل مع حفظه لكتاب الله وتشاغله بتفسيره وقوة مناظرته.
فهذه رتبة من بلغ الاجتهاد المقيّد، وتأهّل للنظر في دلائل الأئمة، فمتى وضح له الحق في مسئلة، وثبت فيها النصّ، وعمل بها أحد الأئمة الأعلام كأبي حنيفة مثلا، أو كمالك، أو الثوري، أو الأوزاعي، أو الشافعي، وأبي عبيد، وأحمد، وإسحاق، فليتبع فيها الحق، ولا يسلك الرُّخَص، وليتورّعْ، ولا يسعه فيها بعد قيام الحجّة عليه تقليد".