للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرحمن الحَنْظَلِيّ مولاهم، التُّرْكِيّ الأب، الخُوارَزْمِيّ الأُم، التاجر السَّفّار، صاحب التصانيف النافعة، والرِّحلات الشاسعة.

وُلِد سنة ثماني عشرة مائة، أو بعدَها بعام، وأفنَى عمره في الأسفار، حاجّا ومجاهدا، وتاجرا.

سمع سليمان التَّيْمِي، عاصما الأحْول، وحُمَيدا الطَّويل، والربيعَ بن أنس، وهشام بنَ عُرْوَة، الجَرِيرِيّ، إسماعيل بن أبي خالد، وخالدا الحَذّاء، يَزيدَ بن عبد الله بن أبي بُرْدَة، وأمَما سواهم، حتى كتب عمَّن هو أصْغَرُ منه.

دَوَّن العلمَ في الأبواب، وفي الغَزْو، والزهد، الرَقائق، غير ذلك.

حدَّث عنه خَلْق لا يُحْصون من أهل الأقاليم، فإنَّه من صِباه ما فَتَر عن السَّفَر، منهم: عبد الرحمن بن مَهْدِيّ، ويحيى بن مَعين، وحِبّان بن موسى، وأبو بكر ابن أبي شيبة، وأخوه عثمان، وأحمد بن مَنيع، أحمد بن حَنْبَل المرْوزِيّ، والحسن بن عيسى بن ماسرْجِس، والحُسين بن الحسن المرْوَزِيّ، والحسن بن عَرَفة.

قال - أعنِي الذَهبي -: ووقَع لي من غيرِ وَجْهٍ عاليا، وبالإجازة بيني وبينه، سِتَّةُ أنْفُس، ووالله إنِّي لأُحِبُّه في الله، وأرجو الخيرَ بِحُّبه، لما مَنَحه الله من التقوى، والعبادة، والإخلاص، وسعة العلم، والإتقان، المواساة، والفُتُوَّة، والصِّفات الحميدة. انتهى.

وعن ابن مَهْدِيّ: الأئمة أربعة: مالك، والثَّورِيّ، حَمّادُ بن زيد، وابنُ المبارك، وعنه أيضًا، أنَّه فضَّلَه على الثَّوْرِيِّ. وقال مرَّةً: حدَّثنا ابنُ المبارك، وكان نسيجَ وَحْدِه.

وعن أحمد بن حنبل، رضي الله تعالى عنه: لم يكُن في زمن ابنِ المبارك أطْلَبَ منه للعلم.

وعن شُعَيب حرب، قال: ما لَقِيَ ابنُ المبارك مثلَ نفسه.

وعن شُعْبَة: ما قَدِمَ علينا مثلُ ابن المبارك.

<<  <  ج: ص:  >  >>