وقال أبو إسحاق الفَزَارِيّ: ابنُ المبارك إمامُ المسلمين.
وعن ابن مَعين: كان ثِقَةً ثَبْتا، وكانتْ كتُبه التي حدَّث بها نحوا من عشرين ألف حديث.
وعن يحيى بن آدم قال: كنتُ إذا طلبتُ الدَّقيق من المسائل، فلم أجِدْه في كُتُب ابن المبارك، أيِسْتُ منه.
وعن إسماعيل بن عَيَّاش، قال: ما على وَجْه الأرض مثلُ ابن المبارك.
وقال العبّاس بن مُصْعَب: جمَع ابنُ المبارك الحديث، والفقه، والعربية، وأيام الناس، والشجاعة، ومَحَبَّة الفِرق له.
وقال شُعيب بن حرب: لو جَهِدْتُ جُهْدِي على أن يكونَ في السنة ثلاثةُ أيام على ما عليه ابنُ المبارك، لم أقْدِر.
وقال أبو أسامة: هو أمير المؤمنين في الحديث.
وقال الحسن بن عيسى بن ماسَرْجِس: اجتمع جماعةٌ من أصحاب ابن المبارك، فقالوا: عُدُّوا خِصالَ ابن المبارك. فقالوا: جمَع العلمَ، الفقهَ، والأدبَ، والنحوَ، واللغةَ، والزُّهدَ، والشجاعة، والشعر، الفصاحة، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والفروسيَّة، وتَرْكَ الكلام فيما لا يَعْنيه، والإنصافَ وقِلَّةَ الخِلاف على أصحابه.
وروَى العبّاس بن مُصْعب في "تاريخه"(١)، عن إبراهيم بن إسحاق، عن ابن المبارك، قال: تحمَّلتُ عن أربعة آلاف شيخ، فروَيْتُ عن ألفٍ منهم. ثم قال العبّاس: وقَع لي من شيوخه ثمانمائة.
وعن علي بن الحسن بن شَقيق، قال: قُمْتُ مع ابن المبارك في ليلة باردة، ليَخْرُج من المسجد، فذاكَرني عند الباب بحديث، وذاكرْتُه، فما زال يُذاكِرُني حتى جاء المؤذِّن، فأذّن للفجر.