للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وللغُلام ضَجْرةٌ وهَمْهَمَهْ … وشَتْمَةٌ في صدْرِه مُجَمْجَمَهْ

يَمْشي بلا رِجْلٍ من النُّعاس … ويَدْفَقُ الكاسَ على الجُلّاسِ

ويَلْعَنُ المولَى إذا دعاهُ … ووَجْهُه إن جاء في قَفاهُ

وإن أحسنَ من نَديمٍ صَوْتا … قال مُجيبا طَعْنةً وموتا

فإن طَرَدْتَ البَرْدَ بالسُّتورِ … وجِئْتَ بالكانونِ والسّمُّورِ (١)

فأيُّ فضلٍ للصَّبوحِ يُعْرَفُ … على الغبوقِ والظَّلامُ مُسْدِفُ

ولو دَسَسْتَ الماء مَحْمُوما لما … نَجَا من القَرِّ إذا ما صَمَّما (٢)

يُحِسُّ مِن رَوائِح الشَّمائل … صَرْصَرَةٌ تَرْسُبُ في المفاصلِ (٣)

حتى إذا ما ارْتفعَتِ شمس الضُّحَى … قيلَ فلانٌ وفلان قد أتَى (٤)

ورُبَّما كان ثَقِيلا مُحْتَشَمْ … فطوَّل الكلامَ حِينًا وجَثَمْ (٥)

ورُفِع الرَّيْحانُ والنَّبيذُ … وزال عنه عَيْشُه اللّذيذُ (٦)

وفي هذا القدر كفايةٌ من هذه الأرْجَوزة، وقد عارضها الشريف أبو الحسن علي بن الحسين ابن حَيْدَرة العَقِيلِيّ (٧)، وعكَس مَقْصودَه فيها، ومدَح الصَّبوحَ، ولكن قال الصَّفَدِيّ: إنّ هذه دُرَّةٌ يَتِيمةٌ، وتلك مَرْجانةٌ.


(١) في الديوان "فإن طردت الكاس بالسهور"، والسمور: دابة يتخذ من جلدها فراء مثمنة، وهو يعني هنا الفراء.
(٢) لم يرد هذا البيت في الأشعار ولا الديوان، وورد في بعض النسخ "ولو دستت في الماء محمود لما"، ولعل الصواب ما أثبته.
(٣) لم يرد هذا البيت في الأشعار، وفي الديوان "من رياحه الشمائل صوارما".
(٤) في الأشعار "فلان بن فلان".
(٥) في الأشعار "حينا وختم"، وفي الديوان "حينا وجشم".
(٦) في الديوان "ورفع الريحان والنبيذا … وزال عنا عيشنا اللذيذا".
(٧) انظر: ديوانه ٣٠١ - ٣٠٧، وهي مزدوجة، أولها:
"وليل أيقظني معانق … والبدر قد أشرق في المشارق". وانظر مقدمة الديوان ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>