للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن شِعره الذي أوْرَده له الصَّفَدِيُّ في "تاريخه" قوله:

فطافَتْ بأقْداحِ المدامَةِ بيننا … بناتُ نَصارَى قد تَزَيَّنَّ بالخَفَرْ

وتحت زَنانيرَ شَدَدْنَ عُقودَها … زنانيرُ أعْكانٍ مَعاقِدُها السُّرَرْ.

ونقل التِّهامِيُّ هذا المعنى، فقال (١):

وغادَرَتْ في العِدى طَعْنا يَحُفُّ به … ضَرْبٌ كما حَفَّتِ الأعْكانُ بالسُّرَرِ

ومنه أيضًا:

كأنَّما أقْداحُنا فِضَّةٌ … قد بُطِّنَتْ بالذهب الأحمرِ

ومنه في مَدْحِ بعض الوزراء (٢):

عَليمٌ بأعْقابِ الأمور كأنَّه … لِمُخْتَلَساتٍ الظَّنِّ يسْمَع أو يَرَى (٣)

إذا أخَذَ القِرْطاسَ خِلْتَ يَمِينَهْ … تُفَتِّحُ أنْوارًا وتَنْظِمُ جَوْهَرَا (٤)

وقال من أبياتٍ (٥):

ثِقْ بالوفاء فإنِّي لا تُغَيِّرُني … طُولُ الإقامة في دارٍ ولا الظَّعَنُ

ولا الخيانَةُ من شانِي ولا خُلُقِي … وليس عندِي لها عَيْنٌ ولا أُذُنُ

ومن خَمْرِيّاتِه، التي هي أرَقُّ من الصَّبا، ألْطَفُ من الصَّهبا، قولُه (٦):

سقَى الجزيرةَ ذاتَ الظِّلِّ والشجر … ودَيْرَ عَبْدونَ هَطَّالٌ من المطرِ (٧)


(١) ديوان أبي الحسن التهامي ٣٥٨.
(٢) ديوان ابن المعتز ١: ١١٦.
(٣) في الديوان "بمختلسات الظن".
(٤) في الديوان "تفتح نورا أو تنظم جوهرا".
(٥) البيت الثاني في الديوان ١: ١٤٦.
(٦) الأبيات في معجم البلدان ٢: ٦٧٨، ووفيات الأعيان ٣: ٧٨، والأبيات السادس والسابع والثامن والعاشر في أشعار أولاد الخلفاء ١٨٧، ١٨٨.
(٧) في المعجم، والوفيات "سقي المطيرة"، وفيها ٣: ٨٠، أن المطيرة قرية من نواحي سر من رأى. وأن دير عبدون قرب جزيرة ابن عمر، بينهما =

<<  <  ج: ص:  >  >>