للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فطالما نَبَّهَتْنِي للصَّبوحِ بها … في غُرَّة الفجرِ والعصفورُ لم يطِرِ

أصْواتُ رُهْبانِ دَيْرٍ في صلاتهِم … سودِ المدارعِ نَعّارين في السَّحِرِ

مُزَنَّرين على الأوْساطِ قد جعَلوا … فوق الرُّؤوس أكاليلا من الشَّعَرِ

كم فيهمُ مِن مَليحِ الوَجْه مُكْتَحِلٍ … بالسِّحْرِ يكْسِرُ جَفْنَيه على حَوَرِ (١)

لاحَظْتُه بالهوى حتى اسْتقادَ له … طَوْعا وأسْلَفَنِي الميْعادَ بالنظَرِ

وجاءَنِي في قميص الليل مُسْتَتِرا … يسْتَعْجِلُ الخَطْوَ من خوفٍ ومن حَذَر

ولاح ضَوءُ هلالٍ كاد يفْضَحُه … مثلُ القُلامِة قَد قُصَّتْ من الطُّفُرِ (٢)

فقُمْتُ أفْرِشُ خَدِّي في الطريق له … ذُلًّا وأسْحَبُ أكْمامِي على الأثَر

وكان ما كان مما لستُ أذكْرهُ … فظُنَّ شَرًّا ولا تسأَلْ عن الخَبَر (٣)

وقال أيضًا (٤):

ألا مَن لقلبٍ في الهوى غيرِ مُنْتَهٍ … وفي الغَيِّ مِطْواعٍ وفي الرُّشْدِ مُكْرَهِ

أُشاوِرُه في تَوْبةٍ فيقولُ لا … فإن قلتُ تأتِي فِتْنَةً قال أين هِي (٥)

فيا ساقِيَيَّ اليومَ عُودا كأمْسِنا … بإبْريق راحٍ في الكُئوسِ مُقَهْقِهِ

أُوَرِّثُ نفسي مالَها قبلَ وارِثِي … أُنْفقُه فيما تُحِبُّ وتَشْتَهِي

وقال أيضًا (٦):

قد حَثَّنِي بالكاس أوَّلَ فَجْرِه … ساقٍ علامةُ دِينِه في خَصْرِه


= دجلة، وكان متنزها لأهلها، وعبدون هو ابن مخلد، أخو الوزير صاعد بن مخلد، وانظر أيضًا معجم البلدان.
(١) في المعجم، والوفيات "يطبق جفنيه".
(٢) في الوفيات "كاد يفضحنا"، وليس البيت في معجم البلدان.
(٣) في الأشعار والمعجم والوفيات "فظن خيرا".
(٤) أشعار أولاد الخلفاء ٢٠٦، وديوان ابن المعتز ٢: ٦٧.
(٥) في الأشعار "تأتي غية".
(٦) أشعار أولاد الخلفاء ١٨٨، ١٨٩، وديوان ابن المعتز ٢: ٤٠، ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>