بن دينار، فقلنا له: يا أبا حنيفة، كلّمْه يُحدّثنا، فقال: يا أبا محمد، حدِّثْهم، ولم يقلْ، يا عمرو".
وقال أبو حنيفة: "لعن الله عمرو بن عبيد، فإنه فتح للناس بابًا إلى علم الكلام". وقال أبو حنيفة: "قاتَلَ الله جَهمَ بنَ صفوان، ومُقاتِلَ بن سليمان. هذا أَفْرط في النفي، وهذا أفرط في التشبيه". انتهى
وجاء في "الجواهر المضية في طبقات الحنفية" للحافظ عبد القادر القرشي أيضًا (١):
"قال الطحاوي: حدّثنا سليمان بن شعيب، حدّثنا أبي، قال: أملي علينا أبو يوسف، قال: قال أبو حنيفة: لا ينبغي للرجل أن يحدِّث من الحديث إلا بما حفظه من يوم سمعه إلى يوم يحدث به.
قلت: سمعتُ شيخنا العلامة الحجّة زين الدين بن الكِناني، في درس الحديث بالقُبَّة المنصورية، وكان أحد سلاطين العُلماء، ينصر هذا القول، وسمعتُه يقول في هذا المجلس: لا يحلّ لي أن أروي إلا قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
أنا النبي لا كذب، … أنا ابن عبد المطلب
فإني حفظته من حين سمعته إلى الآن.
قلت: ولكن أكثر الناس على خلاف ذلك، ولهذا قلّت روايةُ أبي حنيفة لهذه العلة، لا لعلة أخرى، زعمها المتحاملون عليه.
وقال أبو عاصم: سمعتُ أبا حنيفة يقول: القراءة جائزة، يعني عرض الكتب. قال: سمعت ابن جريج يقول: هي جائزة، يعني عرض الكتب.
قال: وسمعتُ مالك بن أنس وسفيان، وسألت أبا حنيفة عن الرجل يُقْرأ عليه الحديث يقول: أخبرنا أو كلاما هذا معناه، فقالوا: لا بأس.