وروى بِشْرُ بنْ الوليد، عن أبي يوسف قال: بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة، إذ سمعتُ رجلا يقول لرجل: هذا أبو حنيفة، لا ينام الليل، فقال: والله لا يُتَحدَّث عني بما لم أفعل، فكان يُحمس الليلَ صلاة ودُعاءً وتضرُّعًا.
وقال محمد بن علي بن عفَّان: ثنا علي بن حفص البزّار، سمعتُ حفص بن عبد الرحمن، سمعتُ مِسْعَرًا يقول: دخلتُ المسجد ليلةً فرأيتُ رجلا يصلي، فقرأ سُبْعا، فقلت: يركع، ثم قرأ الثُّلُثَ ثم النّصف، فلم يزل يقرأ حتى ختم في ركعة، فنظرتُ فإذا هو أبو حنيفة.
وعن خارجة بن مُصْعب، قال: ختم القرآن في ركعة أربعةٌ: عثمان، وتميم الداري، وسعيد بن جُبير، وأبو حنيفة. وعن يحيى بن نَصْر، قال: (أبو حنيفة" (١) ربما ختم القرآن في رمضان ستين ختمة.
وقال سليمان بن الربيع، ثنا حِبَّان بن موسى، سمعتُ ابن المبارك يقول: قدمتُ "الكوفة"، فسألتُ عن أورع أهلها، فقالوا: أبو حنيفة. قال سليمان: فسمعتُ مكي بن إبراهيم يقول: جالستُ الكوفيين فما رأيتُ فيهم أورع من أبي حنيفة، وقال حامد بن أدم سمعتُ ابن المبارك يقول: ما رأيتُ أحدا أورع من أبي حنيفة، قد جُرِّب بالسياط والأموال.
وعن عُبيد الله بن عَمر الرَّقِّي، قال: كلَّم ابن هُبَيرة أبا حنيفة أن يلي قضاء "الكوفة"، فأبى، فضربه مائة سوط وعشرة أسواط، في كل يوم عشرة أسواط، ثم خلّاه.
وقال سليمان بن أبي شيخ: حدثني الربيع بن عاصم، قال: أرسلني يزيد بن عُمر بن هُبيرة، فأتيتُه بأبي حنيفة، فأراده على بيت المال، فأبى، فضربه أسواطا.
وعن مغيث بن بديل، قال خارجة بن مصعب: أجاز المنصور أبا حنيفة بعشرة آلاف درهم، فدُعِيَ ليقبِضها، فشاورني، وقال: هذا رجل إن