للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يلاطف الآباء الأبناء، حتى جاء رجل آخر، وهو بين الكهولة والشيخوخة، فألقى في روعي أنه عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، فخاطبه الشيخ الذي كنت في حجره، كأنه يرقب قدوم الشيخ القادم، يا عبد العزيز! هذا ولدي، أفوّضه إليك للتعليم، فذهب عنى الشيخ الأول، وبقيت أنا والشيخ القادم، أحتظّ منه، وأستفيد، وأقرأ عليه، حتى أخذت عنه العلوم المتعارفة في ذلك المنام، ثم استيقظت، وحمدت الله على ذلك، وذكرت الرؤيا لبعض العظماء، فأوّلها: بأن الله سبحانه سيمنحني النسبة الخاصّة بالشيخ عبد العزيز، فإني مترقّب من ذلك الوقت لحصول تلك المبشّرة.

وللشيخ عبد العزيز مؤلّفات، كلّها مقبولة عند العلماء، محبوبة إليهم، يتنافسون فيها، ويحتجّون بترجيحاته، وهو حقيق بذلك، وفي عبارته قوة وفصاحة، وسلاسة، تعشقها الأسماع، وتلتذّ بها القلوب، ولكلامه وقع في الأذهان، قلّ أن يمعن في مطالعته من له فهم، فيبقى على التقليد بعد ذلك، وإذا رأى كلاما متهافتا، زيفه ومزقه بعبارات عذبة حلوة، وقد أكثر الحطّ على الشيعة في المسائل الكلامية، وله حجّة قاطعة عليهم، لا يستطيعون أن ينطقوا في جواب "تحفته" ببنت شفة.

وأما مصنّفاته، فأشهرها: تفسير القرآن المسمّى بـ "فتح العزيز"، صنّفه في شدّة المرض ولحوق الضعف إملاء، وهو في مجلّدات كبار، ضاع معظمها في ثورة "الهند"، وما بقى منها إلا مجلّدان من أول وآخر، ومنها: "الفتاوى في المسائل المشكلة" إن جمعت ما تحويها ضخام الدفاتر، والميسّر منها أيضا في مجلّدين، ومنها: "تحفة اثنا عشرية" في الكلام على مذهب الشيعة، كتاب لم يسبق مثله، ومنها: كتابه "بستان المحدّثين"، هو فهرس كتب الحديث، وتراجم أهلها ببسط وتفصيل، ولكنّه لم يتمّ، ومنها: "العجالة النافعة"، رسالة له بالفارسية في أصول الحديث، ومنها: رسالة فيما يجب حفظه لطالبي الحديث، ومنها: "ميزان البلاغة"، متن متين له في علم البلاغة، ومنها: "ميزان الكلام"،

<<  <  ج: ص:  >  >>