للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمير تلك الناحية، ورتّب الوظائف له ولأصحابه من طلبة العلم فأقام بها أربع سنين، ودرّس، وصنّف الكتب، وصحّح ما كتب بـ "لكنو" من الحواشي والتعليقات، واشتغل عليه خلق كثير من قاص ودان.

وتخرّج عليه جماعات من الفضلاء من سائر البلدان، وقصدته الطلبة من أغلب الأرجاء، وتهافتوا عليه تهافت الظمآن على الماء، حتى عجز فيض الله خان المذكور عن مؤنتهم، فأراد أن يذهب إلى غير هذه البلدة. فاستقدمه صدر الدين البردواني إلى "بهار" (بضم الموحدة) قرية من أعمال "بردوان"، وهى غير "بهار" (بكسر الموحدة)، وبعث ولاة الإنكليز رسائل إلى فيض الله خان، ليبعثه إلى "بهار"، وكان صدر الدين المذكور بنى بها مدرسة عالية بإشارة الولاة، كما في "رسالة قطبية"، فأجابه، ونهض إليها مع من كان معه من الطلبة والعلماء، ومرّ على بلدتنا "رائ بريلي" في ذلك السفر.

فمكث في زاوية السيّد محمد عدل بن محمد بن علم الله النقشبندي عدّة أيام، واستصحب معه ختنه أزهار الحق مع ابنى أخيه نور الحق وعلاء الدين، فلما وصل إلى "بهار"، استقبله صدر الدين المذكور، ورتّب له خمسمائة ربية في كلّ شهر أربعمائة لنفسه ومائة ربية لختنه أزهار الحق، ووظّف لمائة رجل من المحصّلين عليه، فأقام بتلك القرية مدّة من الزمان، ودرّس، وأفاد، ثم تكدّرت صحبته بصدر الدين، فأراد أن يخرج من تلك القرية، فبينما هو في ذلك إذ استقدمه نواب والا جاه محمد علي خان الكوباموي إلى "مدراس"، فسافر إليها مع ستمائة نفس من رجال العلم، فلمّا قرب من "مدراس" بعث إليه الأمير بعض أبنائه وأقاربه للاستقبال، ولما دخل "مدراس" ووصل إلى باب القصر استقبله الأمير بسائر أقاربه، وأركان دولته


= "كومتي" و"سى"، ولها خمسة سركارات، وتسعون ومائة عمالة، أما سركاراتها فهي "أوده"، "كور كهبور"، "بهرائج"، "خير آباد"، "لكنو".

<<  <  ج: ص:  >  >>