طرقتها فجأة والليل في جدل … والذئب في كسل والقول في شغل.
قالت لك الويل هلا خفت من أسد … له براثن كالعسالة الذبل
فقلت إني مليك صيده أسد … وصيد غيري من ظبي ومن وعل.
قالت فما تبتغي لا منع قلت لها … كلا فإني عفيف القول والعمل.
وإنني رجل من معشر سحبوا … ذيل التبتّل والتقوّى على زحل.
لا يطمعون ولكن كان ديدنهم … إعطاء ما ملكوا كالعارض الهطل.
أسد إذا سخطوا أفنوا عدوهم … قوم إذا فرحوا أعطوا بلا ملل.
ما قال قائلهم يوما لواحدهم … لو كنت من مازن لم تستبح إبلي.
يا طالب الجاه فى الدنيا تكون غدا … على شفا حفرة النيران والشعل.
يا طالب العزّ في العقبي بلا عمل … هل تنفعنك فيها كثرة الأمل.
يا أيها الطفل أنت الطفل فى أمل … وشمس عمرك قد مالت إلى الطفل.
يا من تطاول في البنيان معتمدا … على القصور وخفض العيش والطول.
لأنت في غفلة والموت في أثر … يعدو وفي يده مستحكم الطول.
اقنع من العيش بالأدنى وكن ملكا … إن القناعة كنز عنك لم يزل.
ثم اغتنم فرصة من قبل أن ضعفت … قواك من سطوة الأمراض والعلل.
ولا تكن لمزيد الرزق مضطربا … واقنع بما قسم القسّام في الأزل.
لا تغترر أنت في الدنيا فإن بها … من عز بر فكن منها على وهل.
أكالة أكلت كالهر ما ولدت … حيالة قتلت من جاء بالحيل.
ولا مناص من الله العزيز وإن … فررت منه إلى الداماء والقلل.
يا أيها الناس إن العمر في سفر … وإن أوقاتكم والله كالظلل.
إن المنايا بلا شك لآتية … وأنتم في المنى والمين والكسل.
لله درّ فقير مالك أبدا … وذي خصاص بفضل الله مكتفل
ولم يكن فخره إلا بعزّة من … أعيى الأعاجم والأعراب بالدول.
محمد خير خلق الله قاطبة … هو الذى جلّ عن مثل و عن مثل.