قراءة والبعض سماعا، وقد أجازني بحميع مرويّاته، وبما قرئ به، وبما أجازه به خاتمة المحدّثين مولانا الشيخ ابن حجر العسقلاني قراءة وسماعا ورواية، إجازة، وعلى الشيخ القسطلاني، صاحب "المواهب"، وشارح "البخاري" من أجلاء تلامذة العسقلاني، وأجازني بمروياته، ومؤلّفاته، وهذا على ما يوجد من السند المعتمد في هذا الزمان المكدّر المنكّد.
ثم إني قرأت أيضا بعض أحاديث "المشكاة" على منبع بحر العرفان، مولانا الشهير بمير كلان، وهو قرأ على زبدة المحقّقين، وعمدة المدقّقين، ميرك شاه، وهو على والد السيّد السنذ مولانا جال الدين، المحدّث، صاحب "روضة الأحباب"، وهو على عمّه السيّد أصيل الدين الشيرازي، روي أنه أدرك من أكابر العلماء أحدا وثمانين.
منهم: مولانا محمد بن محمد بن محمد الجزري، والشيخ مجد الدين الفيروزآبادي، صاحب "القاموس"، والعلامة السيّد الشريف الجرجاني، وسمع منه مولانا نور الدين الجامي، قدّس سرّه السامي، وغيره، توفي سنة أربع وثمانين وثمانمائة.
قال أروي كتاب "المشكاة" عن مولانا شرف الدين الجرهي، وهو يروي عن خواجه إمام الملّة والدين علي بن مبارك شاه الصدّيقي، وهو يروي عن المؤلّف. وهذا الإسناد لا يوجد أعلى منه للاعتماد.
وقد استفاد من الشيخ العالم الكبير عبد الله الهندي، الشهير بمخدوم الملك السلطانفوري، حيث قال في رسالته في تحقيق أحوال المهدي ما نصّه حرفيا:
إني سمعت الشيخ العلامة، والمفيد الفهّامة، الشيخ عبد الله الهندي، الشهير بمخدوم الملك بين الخاص والعام، وأخذ الطريقة العليّة النقشبندية والقادرية والجشتية وغيرها عن مشايخ عصره، ولازمهم، واجتهد في أداء حقّ خدمتهم، ونال ما نال، وأقرّ بولايته الخاص والعام، واشتهر فضله في الأنام،